خالد بن الوليد
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، هو من أشهر الشخصيّات القياديّة في التاريخ الإسلامي، والذي لقّبه الرسول صلّى الله عليه وسلم بسيف الله المسلول، حيث لم يكن من أشهر القادة المسلمين فحسب، بل اشتهر أيضاً بعبقريّتة منقطعة النظير، وتخطيطه العسكري، وقيادة جيوش المسلمين، حتّى إنّه القائد الوحيد الذي لم يُهزم في أي معركة طوال حياته، فاستحق بجدارة لقب سيف الله المسلول.
حياة خالد وبطولاته
أُرسل خالد منذ نعومة أظفاره ليربّى في الصحراء، وكانت هذه العادة سائدة بين أشراف قريش في ذلك الوقت، فعاد لوالديه بعد أن بلغ السادسة من عمره، وقد تعلّم الفروسيّة منذ صغره، وكان متميّزاً عن أقرانه من أبناء أشراف قريش، وكانت قوته مفرطة وشجاعاً ومقداماً، إضافةً إلى أنّه كان خفيف الحركة وهذا أمر مكّنه من الكر والفرّ، وإثبات وجوده فيما بعد في ميادين القتال، ليتحوّل إلى أفضل الفرسان في عصره.
دارت العديد من المعارك بين المسلمين والمشركين قبل الإسلام، ومن بينها غزوة أحد التي كان بها خالد قائداً لميمنة المشركين، وكان له دورٌ حيوي في المعركة ساعد قريش على هزيمة المسلمين بعد أن رأى خالد نزول المسلمين من على جبل أحد، فاستغل الأمر وأحاط مع جيش قريش الجبل، وهاجم مع فرسانه مؤخرة المسلمين، وهو الأمر الذي أدى لهزيمة جيش الإسلام في تلك المعركة.، فيما أرسل شقيق خالد (الوليد بن الوليد) رسالةً إلى خالد يدعوه فيها إلى الإسلام، فتقبّل خالد رسالة شقيقه، وتوجّه إلى يثرب ليعلن إسلامه، وذهب معه عثمان بن طلحة العبدري، وعمرو بن العاص، ففرح الرسول صلى الله عليه وسلّم بهذا الأمر، وقال: "إنَّ مكَّة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها".
انطلق خالد بن الوليد بعد إسلامه فاتحاً قائداً للجيوش في كل المعارك التي خاضوها، ففتح العراق والشام، وقاد حروب الردّة، وخاض أكثر من مئة معركة، ولم يُهزم بأيٍ منها بفضل خططه المحكمة وتكتيكاته الذكيّة التي تعكس بسالته كقائد قلّ نظيره في التاريخ، إضافةً إلى أخلاقه العالية، فقد كان يرفض أن تشعل ناراً غير النار المعدّة للطهي لإطعام الناس، حتّى سُمّي (ريحانة قريش).
توفي خالد بن الوليد في مدينة حمص، وكان حزيناً قبل وفاته لأنّه برغم كل المعارك التي خاضها لم يمت شهيداً، وقال مقولته الشهيرة:
"لقد شهدت مائة زحفٍ أو نحوها، وما في بدني موضعٌ إلا وفيه ضربة سيفٍ، أو طعنة رمح، أو رمية سهم، ثم هأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما تموت العير، فلا نامت أعين الجبناء".
الخاتمة
الشخصيّة القياديّة هي الشخصيّة المتمكنة الواثقة سريعة البديهة، وهي التي تسطر نجاحاتها المتكررة بفضل حنكتها وذكائها لتحقيق الأهداف التي يسعى لتحقيقها وتخدم المجتمع، ولم أجد شخصيّة قيادية أجدر من خالد بن الوليد الذي ضجّ العالم بأخبار انتصاراته عبر التاريخ للكتابة عنها، فرحم الله خالد بن الوليد القائد المقدام العظيم.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن شخصية قيادية، تعبير عن شخصية مؤثرة