الشخصيّة المؤثِّرة
الشخصيّة المؤثِّرة هي الشخصيّة التي يكون لها تأثير عميق على الشخص أو المجتمع، سواء كانت هذه الشخصيّة تاريخيّة أم معاصرة، إذ تمتلك القدرة العالية على التأثير في الآخرين في كافة النواحي، وهي دائمة الحضور في الأذهان، فيما يتميّز الإنسان المؤثّر بشخصيّة قياديّة متميّزة، وحضور لافت، وقدرة عالية على الحوار، وعمق التفكير، وسرعة بديهة، ونقاء بصيرة.
علي بن أبي طالب
يتميّز علي بن أبي طالب الذي هو أوّل مَن آمن بالرسالة من الفتيان، وصهر النبي عليه الصلاة والسَّلام، وثالث الخلفاء الراشدين.بأنّه صاحب شخصيّة فذّة ومؤثِّرة قلّ نظيرها، فقد عُرف بأخلاقه العالية، وقوّته، وعدله، حتّى تحوّل إلى إمام للحق والعدل، فقد كان مدرسةً بحد ذاته تعلّم منها الناس العدل والحق، والمساوة، والحكمة، وكان صاحب فطرة نقيّة اكتملت بحسبه ونسبه.
تناقلت الروايات التاريخيّة صفات شخصيّة علي بن أبي طالب المؤثّرة، فقد عرف عنه بأنّه ينقاد للحقّ في كلّ الأحوال، حيث كان أساس انقياده هو الطاعة الخالصة لله تعالى، وقد عُرف بتضحياته الكبيرة، وتفانيه في إيصال أهداف الرسالة مقتدياً بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان النائب الوفي المخلص له، وهو مَن افتدى النبي عليه الصلاة والسلام بنفسه عندما نام بفراشه خوفاً عليه من أن يقتله المشركين وهو نائم، ولا تنحصر شخصيّة علي المؤثرة على ما ذكرت، بل كان قائداً شجاعاً مقداماً، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:(لا سيف إلاّ ذو الفقار، ولا فتى إلاّ عليّ).
إضافةً لهذا فقد كان علي بن أبي طالب حكيماً، وقد سمي بسيد البلغاء، وله العديد من الأقوال التي تحولت إلى منار للكثير من البشر، ومن أجمل أقواله المأثورة والمتداولة: " إنَّ الله جعل مكارم الأخلاق ومحاسنها وصلاً بيننا وبينه"، وقال أيضاً: "العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى"، فيما عُرف بحلمه وصبره، وتجلّى ذلك في محاولة حلّ لأمور وتسويتها بشكلٍ سلمي دئماً قبل اللجوء إلى القتال، وذلك حقناً للدماء.
الخاتمة
يعتبر علي بن أبي طالب فعليّاً من الشخصيّات المؤثّرة على مدى أجيال طويلة، منذ زمانه حتّى يومنا هذا، ففي سيرته كثير من العبر والحكم المميزة، وفي شجاعته، وحلمه، واتّقاد بصيرته، وزهده مثالاً للشخص الذي يُقتدى به.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن شخصية قيادية، تعبير عن شخصية قيادية ناجحة