عيد الأضحى
يُعرف عيد الأضحى المبارك بين الناس باسم (العيد الكبير)، ويأتي هذا العيد بعد انتهاء فريضة الحجّ، وتحديدًا في اليوم العاشر من ذي الحجّة من كلّ عامٍ، ويسبق العيد بيومٍ واحد وقفة جبل عرفات لتأدية الرُّكن الأساسي في فريضة الحج، وتنتهي فريضة الحج في اليوم الثالث لعيد الأضحى المبارك أو العيد الكبير، وفي عيد الأضحى يجتمع الناس، ويهنئون بعضهم البعض بحلول العيد، ويصلون أرحامهم، وتُذبح فيه الأضاحي التي توزّع على الفقراء والمحتاجين، ولهذا جاءت تسمية هذا العيد باسم عيد الأضحى.
حكاية عيد الأضحى
سُمّي عيد الأضحى بهذا الاسم لأنّه تُذبح فيه الأضاحي التي يتمّ توزيعها على الفقراء والمحتاجين، وتعود قصّة الأضحية إلى زمن سيِّدنا إبراهيم عليه السّلام، فقد دعا سيدنا إبراهيم الله بأن يهبه ولدًا صالحًا، وقد كان سيدنا إبراهيم في ذلك قد بلغ من العمر 86 عامًا دون أن يكون له ولد، فاستجاب الله له وبشّره بغلامٍ هو سيِّدنا إسماعيل عليه السّلام.
وعندما كبر سيّدنا إسماعيل رأى سيّدنا إبراهيم في منامه أنّ الله يأمره بذبح سيّدنا إسماعيل، وكما هو معروفٌ فإنّ رؤيا الأنبياء في المنام هي وحيٌ من الله، فقصّ سيدنا إبراهيم ما رآه في منامه على سيّدنا إسماعيل، وكان الأمر صعبًا ومُحزنًا على سيّدنا إبراهيم عليه السّلام، لكنّه رضي بأمر الله دون أي اعتراضٍ، فردّ عليه إسماعيل عليه السّلام قائلاً: "افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"، وكان ردّ سيدنا إسماعيل على والده امتثالٌ رائع لأمر الله عزَّ وجل، وإيمانٌ عميقٌ به.
وعندما امتثل الأب والابن لأمر الله، وجاءت لحظة تنفيذ الأمر، التصق وجه سيّدنا إسماعيل بالأرض منتظرًا تنفيذ حكم الله عليه، وعندما همّ سيّدنا إبراهيم بتنفيذ الأمر لم تتمكّن السكّين من القطع بأمرٍ من الله عزّ وجل، لأنّ النبيين امتثلا لأمر الله وأطاعاه دون تردّدٍ، وافتداه الله بكبشٍ عظيم أبيض الصّوف ذو قرنين كبيرين من الجنّة، ومنذ ذلك اليوم تحوّل الكبش إلى أضحيةٍ يضحى بها كلّ عامٍ في أوّل أيّام عيد الأضحى المُبارك، وهي سنّة سيّدنا إبراهيم عليه السّلام للمسلمين كافةً، يؤدّونا في نهاية موسم الحجّ إلى البيت العتيق.
الخاتمة
عيد الأضحى هو ثاني أعياد المسلمين بعد عيد الفطر السّعيد، وهو مناسبة عظيمة يستذكر بها النّاس عظمة الله، وصبر الأنبياء، وطاعتهم لله، واستجابتهم لأوامره دون أي اعتراضٍ، كما حدث مع سيّدنا إبراهيم عليه السّلام عندما أمر بذبح سيّدنا إسماعيل، واستجابة الأخير لأوامر الله، لنجعل دومًا طاعتنا خالصةً لله عزّ وجل، لنكسب رضاه الذي يعود علينا بالرّاحة، والخير الوفير.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن العيد، تعبير عن أول يوم صيام في رمضان