المقدمة
خلق الله تعالى الإنسان ومنحه عمراً محدداً عليه أن يستغله بفعل كل ما هو خيِّر ومفيد، وعمر الإنسان هذا ينقسم إلى ثلاث مراحل هي البارحة، واليوم، والغد، وأنا أعني بالبارحة ماضي الإنسان الذي عاشه وانقضى، أمّا اليوم فهو الحاضر الذي يعيشه حالياً، والغد هو رمز للمستقبل القادم وما يخبئه لنا من مواقف ومفاجآت، والإنسان الناجح هو من يركّز على مستقبله، ويطوّر نفسه كل يوم حتى يعيش مستقبلاً باهراً كما يحب.
خفايا المستقبل
أركب الحافلة كل يوم من المدرسة إلى البيت، وأحب الركوب إلى جانب النافذة، واليوم لفتني منظر رجل كبير بالسن يجلس على حافة مقعد في الحديقة حاملاً كتاباً يقرأ فيه، وحوله يلعب أطفال صغار يبدو أنهم أحفاده، وبعد عدّة كيلو مترات فقط رأيتُ رجلاً عجوزاً أيضاً لكن بهيئة مختلفة تماماً، فقد ارتدى ثياباً مقطّعة وغير مرتبة، وجلس على قارعة الطريق متسولاً، فأغمضتُ عينيّ وأخذتُ أتخيل، ترى كيف سأكون في المستقبل؟
أنا في المستقبل
فتحتُ عيني وقد أخذتُ قراراً بأن أكون الشخص الذي يعجبني في المستقبل، فصحيح أن مستقبلنا يخبّئ لنا الكثير من الأقدار التي لا نعلمها، إلّا أننا نستطيع التحكم به منذ اليوم، نعم فمستقبلنا هو نتيجة حاضرنا، ومن يعمل، ويجد، ويطوّر من نفسه، ومهاراته، ويمارس نظام حياة سليم سيعيش -بإذن الله- حياة نجاح، وصحة، وتفوّق، أمّا من يبقى أسيراً لماض أليم قد عاشه، فيهمل في نفسه، وتعليمه، وصحته، لن يحقق أي إنجازات في مستقبله، بل على العكس ربما سيغدو مثل العجوز المتسوّل على قارعة الطريق.
التخطيط للمستقبل
سأبدأ منذ اليوم بالقراءة أكثر فأكثر لأن القراءة ستجعلني إنساناً مثقفاً، وستقدّم لي مفاتيح النجاح التي سأحتاجها فيه، كما أنني سأهتمّ بدراستي أكثر فأنا أطمح لأن أصبح رجل أعمال ناجح، كما أنني سأشترك في ناد رياضي؛ لأنني أريد أن أعيش حياتي في المستقبل بصحة وجسم رياضي، وسأبدأ بتوفير بعض النقود والبحث عن فكرة مشروع صغير أحقق منها الأرباح، فأنا أرى نفسي في المستقبل إنساناً ناجحاً معتمداً على نفسه.
الخاتمة
ها أنا أفتح عينيّ بعد أن رأيتُ نفسي في المستقبل إنساناً متعلماً، وناجحاً، يطمح للأفضل دوماً، يحب الخير للآخرين، ويتمتع بالتواضع، ولأنني أعلم أنّ الإنسان سيغدو كما يرى نفسه فإنني سأحتفظ بهذه الصورة أمام عينيّ، وسأسعى منذ اليوم لتحقيقها.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن مفتاح النجاح، تعبير عن أهمية الوقت وكيفية استغلاله