المقدمة

اليوم هو عيد ميلادي، لقد فاجأني الأهل والأصدقاء بحفل عيد ميلاد جميل لهونا به مع بعضنا البعض، وأكلنا الحلويات، ورقصنا مع المهرج، ولمّا جاء وقت فتح الهدايا سُررتُ كثيراً بها جميعها، لكن كان أكثر ما سرّني وأدهشني تلك الهدية التي قدّماها لي أبي وأمي، فقد كانت حقيبة كبيرة جداً من الألوان، وفراشي الرسم، واللوحات البيضاء الفارغة التي سأرسم عليها جميعها أجمل اللوحات.


متعة الرسم

ها أنا ألملم الحقيبة بعد أن انتهى الحفل، وأشكر والداي على هديتهما العظيمة التي قدّماها لي، فهما يعرفان كم أعشق الرسم والتلوين منذ صغري، فقبّلتهما وانطلقت إلى غرفتي لأستكشف ما تحتوي عليه هذه الحقيبة الرائعة، فتحتها وبها كانت جميع الألوان، وجميع فراشي الرسم مختلفة الأشكال والأحجام، وممحايات، وأقلام فحم ورصاص، والكثير من الأدوات الأخرى الكثيرة التي سأستخدمها في هوايتي الجميلة.


هواية الرسم هواية رائعة أستخدمها في التعبير عمّا أشعر به في كل حالاتي، فعندما أفرح كثيراً أشعر أنني عاجز عن الكلام، فأجد نفسي أنطلق لأمسك فرشاتي وأغمسها بالألوان، وأنطلق برسم ما أريد، فأرى بالنهاية لوحة هي من أجمل ما يكون تعبّر عني، وتريح أعصابي، وكذلك الأمر عندما أحزن، أو أغضب، فهذه اللوحة الحزينة رسمتها عند وفاة جدي -رحمه الله-، وهذه عند نجاح أختي غيداء في الجامعة، وتلك في ذكرى استقلال بلادي، والكثير الكثير من اللوحات.


هواية الرسم

أمسكتُ فرشاتي وبدأت أخطُّ الخطوط والمنحنيات، وألوّن هنا وهناك حتى أنهيت اللوحة التي كانت في مخيلتي، وانطلقت للطابق السفلي لأُري اللوحة لأمي وأبي، فطلبتُ منهما إغلاق عيونهما، ولما فتحاها نزعتُ الغطاء عن اللوحة فإذا بي وقد رسمتهما واقفين إلى جانب بعضهما البعض، وأنا واقف في المنتصف، وملامح السعادة والبهجة تبدو على وجوهنا، شهقت أمي من كثرة الدهشة وقبّلتني، واغرورقت عينا أبي بالدموع، وقال: يا لك من فنان صغير مبدع!، سترسم لك أجمل مستقبل إن شاء الله.

قلت: إن شاء الله، ولكن هل بسؤال يا أبي؟

-تفضل أيّها الرسام الصغير.

-من أين تعلمتُ الرسم؟ أنا صدقاً لا أذكر.

ابتسمت أمي، وقال أبي: هذه هواية أودعها الله بك منذ صغرك يا عزيزي، فقد كنت تمسك أي قلم وورقة وتبدأ برسم أشياء غير مفهومة منذ كنت في الثالثة من عمرك.

ضحكتُ وضحكت أمي، وقالت: وعندما لاحظنا حبّك للرسم بدأنا بتطوير هذه الموهبة عندك، فأحضرنا لك الألوان، ودفاتر الرسم، وبدأنا بتعليمك بعض الرسومات البسيطة، حتى كبرتَ أنت قليلاً وأصبحت تلاحظ الأشياء من حولك وترسمها بعناية وتطوّر من نفسك.


الخاتمة

أنا ممتنٌّ لكما يا والداي العزيزان على دعمي، وتطوير هذه الموهبة الجميلة، وأعدكما بأن أجدُّ وأجتهد، وأتعلم المزيد حتى أصبح رساماً مشهوراً تفخران به.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الصناعات والفنون، تعبير عن وصف الحقول