المقدمة

لقد أصاب الشاعر أحمد شوقي حينما قال يوماً:

قم للمعلم وفّه التبجيلا *** كاد المعلّم أن يكون رسولا


وأصاب من قالوا من بعده "من علمني حرفاً كنت له عبداً"، يصادف اليوم الخامس من أكتوبر، وهو يوم مميز قد عُرف بيوم المعلّم، فهو يوم جميل جداً يقرُّ به الجميع بفضل المعلم على كل الناس، فالمعلّم إنسان مخلص فضله كبير على الجميع، فهو من صنع الطبيب، والمهندس، والوزير، وغيرهم من الناس المؤثرين في المجتمع، وهو من رباهم ليصبحوا شباباً فاعلين في المجتمع، ولو أنّ الأمر بيدي لخصصتُ كل الأيام لتكون يوم عيد لهذا المعلم المخلص.


يوم المعلم

اليوم هو عيد المعلم، وقد كنتُ ادّخرتُ في حصالتي النقود منذ بداية العام لشراء الهدايا لمعلماتي الفاضلات، اللواتي أحبّهن من كل قلبي، فهنّ صاحبات فضل كبير علينا، فكم يتعبن في إعداد الدروس وتحضيرها، وشرح المعلومات وتبسيطها، وتحضير الوسائل التي تقرّب لنا المعلومات، بالإضافة إلى ما يعلمننا إياه من آداب في التعامل، وأخلاق في التصرّف، وهذا الأمر نلمحه فيهنّ وفي تصرفاتهنّ معنا، فكل واحدة منهن تعاملنا كأننا بناتها، فتسمعنا إن احتجنا أن نتحدث معها بموضوع خاص، وتشجعنا وتحفزنا على الأفضل، وتواسينا وتحمّسنا إن ضعفنا وأصابنا الحزن مرة.


أخذت ما ادخرته من نقود وذهبت إلى السوق لشراء الهدايا، فإذا بصديقتي لمى تتصل بي، وتسألني إن كنت أرغب بشراء الهدايا لمعلماتنا، فاتفقنا أن نلتقي في السوق لنشتريها معاً، وهناك وأثناء شرائنا للهدايا خطر في بالنا أن نحضّر لبرنامج إذاعة خاص بهذا اليوم يكون مفاجأة لكل معلمات المدرسة، حيث ستكتب صديقتنا سارة قصيدة شعر تشكر فيها فضل كل معلمة على حدة، بالإضافة إلى حفلة صغيرة نعدّها في الصف لمعلماتنا.


في اليوم التالي بدأنا الإذاعة المدرسية بعد القرآن والسلام الملكي، بأنشودة للمعلم ثمّ كلمة شكر، ثم ألقت سارة قصيدتها فصفقت المعلمات جميعهن من الفرحة، فيما تساقطت دموع بعضهن تأثراً، ثمّ شكرننا وانطلقنا لإكمال اليوم الدراسي بهمة ونشاط.


الخاتمة

لقد كانت حفلة رائعة تلك التي أقمناها بالصف وقدمنا فيها الهدايا لمعلماتنا، وهي لا تعتبر إلّا تعبيراً بسيطاً عن شكرنا لأفضال المعلمين والمعلمات علينا، الذين يتفانون في تعليمنا وإعدادنا لنصبح شباباً وجنداً للوطن.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن المعلم، تعبير عن الإخلاص في طلب العلم