الموضوع الأول
المقدمة
عمل جدي مختاراً للبلدة يحلّ مشاكل الناس، ويعرف الكثير من الوزراء والنوّاب بفي المدينة، كما إنه يملك من الأموال والأراضي ما يكفيه ويكفينا ويفيض، وهذا الرجل متواضع جداً ينزل إلى بستانه فيسلم على العمّال فيه، ويجلس ليتناول معهم الطعام إن طلبوا منه ذلك، ويقطف ما يريد أن يأكله من ثمر بيده، كما إنّه يتحدّث مع كل الناس ببساطة ودون تكبّر، ويستقبل في مضافته كل الناس بحب وكرم، لذا يحبه الناس جميعاً حباً جمّاً، ولا يرفضون له طلباً
التواضع
يُجلسنا جدي إلى جانبه عند ذهاب ضيوفه، ويحكي لنا الحكم، والأمثال، والحكايات، ويقول لنا دوماً بأنّ "من تواضع لله رفعه"، ويعني بذلك أنّ من عامل الناس ببساطة ودون تكبّر سيرفع الله قدره بين الناس في الدنيا والآخرة، ويكون ذلك برضا الله تعالى عنه أولاً، وبحب الناس له ثانياً، والتواضع يعني ألا يرى الإنسان نفسه أفضل من بقية الناس مهما علا مركزه، أو كثر ماله، فالناس متساوون كأسنان المشط كما قال رسول الله الكريم، وإننا كلنا سنترك هذه الحياة يوماً كما جئنا إليها دون أن نأخذ معنا مال، أو مركز، أو شهدة، فعلام نتكبر؟
يكون التواضع بالحديث مع من هم أقل منّا منزلة دون إشعارهم بأن بيننا وبينهم فرقاً، ويكون بعدم عرض ما لدى الإنسان من نعم على من لا يملكها، كما يكون بعدم المبالغة باختيار الملابس، والأثاث، ووسائل النقل وغيرها، فالتفاخر ليس من طبع الإنسان السليم، كما يكون التواضع في العلم، إذ لا يمتنع العلماء عن الاختلاط بطلابهم الأقل منهم درجة، بل يقومون بنصحهم، ونفعهم، والإجابة على أسئلتهم بكل ودّ، وليتذكر الإنسان دوماً إذا ما دعاه الشيطان للتكبر يوماً ما بأنه جاء إلى هذه الدنيا لا يملك شيئاً والله أنعم عليه بما هو فيه الآن.
الخاتمة
التواضع خلق جميل علينا أن نتحلى به، وهو خلق الأنبياء ولرسل، وهو باب من أبواب رضا الله ودخول الجنة.
الموضوع الثاني
المقدمة
أسمع كثيراً أنّ "التواضع سرّ النجاح"، و" مَن تواضع لله رفعه"، وغيرها من الأقوال التي يقولها الناس عن التواضع، وأنا لا أعرف معناه، فسألت أبي عن ذلك فأخبرني بأنّ التواضع هو خلق جميل جداً على الناس التحلّي به، وهو عكس التكبّر والغرور، ويعني ألا يتكبّر الإنسان على الآخرين، ولا يتفاخر بما يملكه من جمال، أو مال، او أملاك، ويرى نفسه أفضل منهم في ذلك؛ لأنّ كل هذا هو لله تعالى وليس له، وهو من نعم الله عليه، وهو قادر على حرمانه منها كما أعطاه إيّاها، فالإنسان المتواضع إنسان نبيل يعرف أنّ عليه أن يشكر الله على جميع نعمه لا أن يتفاخر على الناس بها.
أشكال التواضع
للتواضع صور كثيرة نراها في حياتنا اليومية، وعلى الإنسان التحلّي بها، أوّلها هو تواضع الإنسان في مشيته، فلا يمشي مختالاً، متمايلاً متفاخراً، رافعاً رأسه بشكل مبالغ فيه لا يسلّم على أحد ولا يلقي التحيّة عليهم، فقد قال الله تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا)، (سورة الإسراء، آية: 37)، وعلى الإنسان أن يكون متواضعاً في التعامل مع والديه وإخوته وأصحابه مهما ارتفع منصبه، ومهما كان معه من أموال، فهناك بعض الأشخاص الذين تغيّرهم النقود، فبعد أن فتح الله عليهم أبواب رزقه لم يعودوا يتعرّفوا على أصحابهم وأهلهم، ولا حتى والديهم، ومن الأمثلة على التواضع أيضاً تواضع العالم لتلاميذه وباقي الناس، فهناك بعض الأشخاص العارفين يتكبّرون على الناس بما منحهم الله إيّاه من علم، فلا يفيدون أحد، ويكتمون الإجابة إن سألهم أحد عن سؤال ما، وتواضع الغني أمام الفقير مثال على التواضع أيضاً.
فوائد التواضع
للتواضع فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة، أمّا عن فوائد الدنيا ففي التواضع تكون محبّة الناس، فترى الناس يحبّون الإنسان المتواضع، ويحبون الجلوس معه، على عكس الإنسان المتكبّر الذي ينفر منه الناس ويتجنّبون لقاءه، ومن فوائده أيضاً أن الله تعالى يكثّر في رزق الإنسان المتواضع وفي أولاده، وحياته كلّها، أمّا في الآخرة فيكسب الإنسان المتواضع رضا الله وثوابه ويجازى بالجنّة بإذن ربّه.
الخاتمة
التواضع خلق حسن يحبّه الله تعالى، وجعله صفة لجميع رسله وأنبيائه، فعلينا أن نتخذهم قدوة ونكون خير من تواضع.
للمزيد من المواضيع: تعبير قصير عن التسامح، تعبير قصير عن التعاون