التسامح

التسامح هو خلق جميل قد تحلّى به الرسول صلّى الله عليه وسلّم في كثير من المواقف، والتي أبرزها ما تعلمناه في المدرسة عندما سامح أهل قريش الذين آذوه كثيراً يوم فتح مكّة، والكثير من المواقف الأخرى، والتسامح يعني العفو عن الذين أساؤوا لنا عند المقدرة، ونسيان ما قاموا به من أخطاء تجاهنا رغبة برضا الله تعالى.


صور التسامح

للتسامح صور كثيرة علينا أن نتّبعها في حياتنا، فالتسامح يكون في نسيان أخطاء الناس الذين أساؤوا إليك إن اعتذروا، والصفح عنهم، وعدم الحقد عليهم والرغبة في إيذائهم، كما يكون التسامح في مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم حتى وإن لم يشاركونا في أفراحنا وأحزاننا، فنحن عندما نتسامح معهم نكسب رضا الله تعالى، ونطمح في الأجر الذي سيؤتينا إيّاه جزاء لهذا التسامح، وهل هناك أفضل من ذلك! والتسامح يعني أيضاً أن نتقبّل اختلاف الآخرين في الديانة، واللون، والجنس، وغيرها من الأمور.


أهمية التسامح

إن أهمية التسامح تكون في نيل رضا الله تعالى الذي قال في كتابه العزيز: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران، الآيات: 133-134) حيث جعل الله التسامح سبباً من أسباب دخول الجنّة، كما أنّ التسامح يريح نفس الإنسان وقلبه، فينام وقلبه صافٍ من الحقد، والكره، والرغبة في الانتقام، وهذا الأمر يبعد عقله عن التشوّش والقلق، والأمراض العصبيّة، والتسامح هو أساس المجتمعات القوية، فالمجتمع الذي فيه أفراد متسامحين هو مجتمع متحاب، وخال من المشاكل والعنف، وهو مجتمع متّحد مع بعضه البعض، وقويّ ضد أعدائه، على عكس المجتمع الذي يحقد فيه أفراده على بعضهم البعض فيكون مجتمعاً مفككاً يسهل على الأعداد اختراقه وإيذاء أفراده.


الخاتمة

ما أجمل أن يكون الإنسان متسامحاً مع إخوانه الناس، فيكسب بذلك رضا الله تعالى ومحبّتهم، وراحة نفسه البعيدة عن الحقد، واللؤم، لكنّ على الإنسان أن يتعامل بتسامح مع الأشخاص الذين لا يعتبرون تسامحه ضعفاً، فيكرّرون نفس الأخطاء لأنّهم يعرفون أنّه سيسامحهم، فالتسامح يعني القوّة ولا يعني الضعف، والمذلّة للآخرين.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن الحب، تعبير عن الإيثار