الأم المعطاءة

دوماً ما تنشغل أمي الحبيبة بسكب الطعام لنا على وجبات الطعام وتؤجل نفسها إلى النهاية، وتغسل لنا ملابسنا، وتنظف البيت، وتذاكر لنا دروسنا، وتقوم بمهام أخرى كثيرة لا يستطيع أحد القيام بها سواها، تفعل ذلك وابتسامتها الرقيقة على وجهها، وأنا أنظر لها وأفكر ترى لم لا نحضر لها أنا وإخوتي هدية جميلة تنسيها جزءاً من تعبها هذا، وتعبر لها عن حبّنا؟! وقد قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (تهادوا تحابوا).


من أغلى منك يا أمي

جمعتُ إخوتي وسألتهم (من أغلى من أمنا علينا) يا إخوتي؟ فأجابوا جميعاً مستغربين من السؤال: لا أحد يا أحمد، لكن لم هذا السؤال؟ فقلت لهم: إذن أهناك من يستحق منا هدية نشكره بها على تعبه معنا، وسهره الليل إلى جانبنا إن مرضنا، ومذاكرته لنا، وإهتامه بشؤوننا أكثر من أمي؟ فقالوا: لا طبعا، فقلت: إذن ما رأيكم بهدية جميلة نفرح بها قلب أمي بدون مناسبة، فوافقوا جميعاً، وبدأنا نبحث بحماس عن شيء مناسب نشتريه لها، وبعد تفكير طويل قررنا أن نشتري لها غسالة أطباق تكون لها عوناً في غسل الأطباق المتراكمة في كل حين.


فرحة أمي بالهدية

عاوننا أبي بشراء الهدية التي رغبنا بها، وقمنا بنقلها إلى البيت، ولفّها بالشبر الأحمر، وانتظرنا حتى عودة أمي من زيارة جارتنا المعتادة، وما إن دخلت من الباب حتى وجدتنا ننتظرها في غرفة الاستقبال، وأبي أمامنا يحمل باقة من الزهور، توقفت أمي مكانها للحظات دون أن تنطق كلمة واحدة من المفاجأة، وسقطت من عينيها دمعة فرح لم أرها من قبل، لقد كانت سعيدة جداً بالموقف قبل أن ترى الهدية، وأخيراً قالت: يا أحبائي، ما المناسبة؟ فقال أبي: لا مناسبة سوى أنّك تستحقين من التقدير أكثر من ذلك على تعبك معنا، فتقدمت وحضنتنا جميعاً وقالت: هذه أجمل مفاجأة حصلت لي منذ سنين، بارك الله لي فيكم وفي هذا الأب العطوف، وأدام بيننا المحبة دوماً، وعندما طلبنا منها فتحها وفعلت ذلك، فرحت جداً بالهدية الجميلة وشكرتنا جميعاً.


الخاتمة

انطلقنا إلى غرفنا مسرورين بما فعلناه، ونحن نخطط لمفاجأة قريبة نفرح بها قلب أبي العزيز، فيما أسرعت أمي لتجربة غسالة الأطباق الجديدة.