الأخوة

من أجمل النعم التي وهبها الله للإنسان هي الأخ والأخت، فالأخوة هم شركاء الحياة منذ لحظة الولادة، يوحدهم أبٌ واحد وأمٌ واحدة، ويترعرعون جميعًا تحت سقف بيتٍ واحد، يعيشون فيه حتّى يبلغون أشدهم، ويصنعون بيوتًا أخرى، لكن دومًا يعودون إلى البيت الذي تربوا فيه، للاجتماع بشركاء العمر والمصير، فالأخ هو السند والنصير، وهم الأساس المتين في الحياة، قال تعالى في محكم تنزيله: (قال سنشدُّ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانًا).


ويقول المؤرّخ ابن مسكويه: "خيرُ ما اكتسب المرء الإخوان، فإنَّهم معونةٌ على حوادث الأيَّام، ونوائب الحدثان".


إخوتي الكبار

ولدت في بيتٍ يسوده الحبّ والدّفء، فقد غرس والداي فينا محبّة بعضنا بعضًا واحترام الجّميع، أبصرت الكون ورأيت أمامي أخي وأختي الكبار يقفان إلى جانب أبي وأمّي في رعايتي وحُبّي والخوف علي، فأنا أصغر فردٍ في العائلة.


كان أخي الكبير على الدوام يشعر بأنّه المسؤول عن سلامتي في غياب والديّ أثناء العمل، فلم يكن فقط الأخ، بل كان الرّفيق الذي يمدّ لي يد العون في كلّ الأمور، فيساعدني في المذاكرة، ويصطحبني للبقالة لابتياع الحاجيات، ممسكًا يدي بقوةٍ خوفًا عليّ عند عبور الشّارع، وكنّا نلعب سويّاً ونضحك ونلهو، ونعاون والدينا في كافّة الأعمال المنزليّة، وكنت أرى أخي الكبير كأبي، فيا رب احفظ لي أخي وعائلتي.

أمّا أختي الكبيرة، فكانت أمّي الثانية في محبتها وحنانها، وخوفها، وقلقها على راحتي، تعينني في كلّ الأمور التي يصعب علي القيام بها، وتحلّ محلّ أمّي إن شعرت أمّي بالتعب، فتساعدني على تناول طعامي، وتبديل ملابسي، وتوقظني باكرًا لأذهب برفقة أخي، أو أبي إلى المدرسة، تعدّ لي الشطائر، وتطبع قبلةً على رأسي، وتدعو الله بأن يحفظني.

إخوتي هم رفاق عمري ودربي، فأخي يحميني في حضوري وغيابي ويحفظ حقوقي، وأختي هي القلب الدافئ الداعي لي ليل نهارٍ مهما كبرت، فالأخ والأخت هما كنز الحياة الذي لا يمكن تعويضه أبدًا.


الخاتمة

لا يمكن وصف الأخوة ومحبتهم في سطورٍ قليلة، ففي كل يوم من الحياة الناجحة المبنيّة على التفاهم والمحبّة، يكون خلفها إخوة متحابون ومتعاونون في السرّاء والضرّاء، وهم الحصن المنيع واليد الواحدة التي تتحد لمواجهة نوائب الحياة وصعوباتها.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن الأخ، تعبير عن الأخت