المقدمة
إنّ الناظر في تاريخ العرب والمسلمين منذ القدم، وما قدموه في شتى العلوم من إنجازات لن يعجب لوجود ثلة من العلماء والأطباء، والفيزيائيين والكيميائيين المعاصرين الذين أناروا بإنجازاتهم دهاليز الجهل، وقد كان من حفدة الرازي، وابن الهيثم، وابن سينا العالم المصري المعاصر أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء بالإضافة إلى جوائز عديدة جداً ما جاءت إلّا نتيجة لإنجازاته في حقول الكيمياء الفيزيائية، وكيمياء الفيمتو.
أحمد زويل
كثيرة هي الأسماء التي يسطع نجمها في المجتمعات لشهرتها كشخصيات عامة معروفة، لكن قليلة هي الشخصيات التي تقدّم للبشرية علماً نافعاً يُستضاء بنوره لآلاف الأعوام القادمة بل ويُبنى عليه، وقد كان لذلك الفتى الذي وُلد في الإسكندرية عام 1946م والمسمى بأحمد زويل نصيب من الخير المقدّر له أن يجري على يديه لنفع الناس، فهذا الفتى النجيب أصبح شاباً شغوفاً درس العلوم، وتخرج من كليّتها في جامعة الإسكندرية، وما توقّف عند هذا الحد بل قرر أن يزيد ويستزيد حتى حصل على درجة الماجستير في الكيمياء الفيزيائية، ثمّ الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا، ليشقّ طريقه إلى علوم الطيف والجزيئات، وعلم كيمياء الفيمتو، وهو العلم الذي يبحث في التفاعلات والتغيرات الكيميائية الحاصلة في زمن قصير جداً يقدّر بالأجزاء من الثانية، ومن هنا أُطلق عليه اسم " أبو كيمياء الفيمتو"، إذ استغرق البحث في هذا المجال حيّزاً كبيراً من عمره.
تابع زويل دراساته وتجاربه بمشاركة دكاترة وعلماء آخرين تعاونوا معه لعبقريته وفرادته، وخلال هذه الأثناء استمر زويل في التحصيل وإشغال مناصب عديدة في حياته المهنية منها منصب أستاذ في الفيزياء والكيمياء في معهد كاليفورنيا التقني، ومدير لمركز الأحياء الفيزيائية للعلوم والتكنولوجيا فائقة السرعة، ورئيس قسم الكيمياء بعد العالم لينوس بولينج، وغيرها الكثير.
حصل زويل خلال حياته المهنية العريضة على العديد من الجوائز والتكريمات التي ما جاءت إلّا نتيجة لمثابرته وجهوده التي دامت اثنتا عشرة سنة في حقل التجارب والتحليلات، وقد كان أبرزها جائزة نوبل في الكيمياء، وجائزة ألبرت أينشتاين، وجائزة ليوناردو دافنشي، ووسام بنجامين فرانكلين، وغيرها الكثير من الجوائز الأخرى التي ظلّت شاهدة على هذا التاريخ المشرّف، هي ومجموعة من المؤلفات التي لم يغفل زويل عن وضعها لنقل العلم والمعرفة، والإفادة إلى الأجيال اللاحقة التي يتوسّم بها خيراً، وقد كان من هذه المؤلفات كتاب الرابطة الكيميائية، والكيمياء الحيوية، ورحلة عبر الزمن وغيرها من كتب.
الخاتمة
توفي أحمد زويل وقد ترك خلفه ثروة علمية ضخمة يفخر بها أبناء الحضارتين الإسلامية والعربية، فقد توفي وأحيا بنا أمجاد العلماء العظماء القدامى، والآمال بولادة علماء آخرين غاية في الجد، والمثابرة، والنباهة.
للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن العلم، موضوع تعبير عن تحسين البيئة العلمية والتكنولوجية