نعمة الأب
قال الشاعر:
لم تكتب الشّعرَ يوما ما ولا الأدَبا
وما سهرتَ الليالي تقرأُ الكُتُبا
ولم تكن من ذَوي الأموال تجمعُها
لم تكنز الدُّرَّ والياقوتَ والذهَبا
لكن كنزتَ لنا مجدا نعيشُ به
فنحمدُ اللهَ مَن للخير قد وَهبا
الأب هو تلك النعمة التي إن أمضى الإنسان عمره ساجداً لله شكراً عليها لن يوفيّها، فكلمة الأب بحروفها القليلة ومعانيها العظيمة تختصر كل مفاهيم العطاء، والحنان، والبذل الموجودة في الكون، فهي لفظة يشعر الإنسان بالدفء لمجرّد نطقه بها، ويشعر بما لا يُوصف في كنفها، فلله درّها من نعمة، ولله درّه من شعور!.
وصف الأب
الأب هو تلك اليد الحانية التي احتضنتك فور خروجك من رحم أمّك المظلم، فتلقّفتك وضمّتك لتشعرك بأنّها ستكون موجودة في هذه الدنيا دوماً لتحميك وتسندك من نوائب الدهر، وهو تلك اللمعة التي شاهدتها في عينيه في تلك اللحظة لتُيقن فيما بعد بأنّ فرحته بك، وفخره لن تعدلان أي فخر وفرحة، والأب هو ذلك الوعد الصادق الذي لا يخيب بأنّه سيبقى إلى جانبك الرفيق، والصديق، والحامي لك أبداً ما حييت، هو من مرّت أيامك ولياليك يوماً بعد يوم، وليلة بعد ليلة وهو يحيطك بقلبه، ويحميك بكلّ ما أوتي من قوّة، وهو مَن سهر الليالي عليك حين مرضك، فلم يغمض له جفناً حتى رُفع عنك المرض، وهو مَن هان عليه حرّ شمس الصيف الحارق، وبرد الشتاء في سبيل تأمين حياة كريمة تُلبّى فيه احتياجاتك، إنّه ذلك الرجل النبيل الذي لطالما حرم نفسه من أشياء في سبيل حاجاتك وإخوتك وكان بذلك مسروراً، إنّه الأب الذي يجد في بذله في سبيل سعادتك وإخوتك، وإعمار بيت أسرته لذّة لا يجدها في عمل آخر، أفلا يستحقّ أن يكون أعظم إنسان!
واجبنا تجاه الأب
لا ينقطع عطاء الأب منذ بداية حياته وحتى نهايتها، ففي صغرنا قدّم لنا كلّ ما نحتاج، وفي كبرنا أحاطتنا عين رعايته وقلبه، ولفّتنا دعواته المتوجّهة إلى ربّ السماء دوماً، فكيف نبخل عليه بالبرّ بكل صوره وأشكاله!، للأب علينا حقّ في احترامه، ومحادثته بكلّ لين ورفق، ووصله دوماً، وعدم التحجج بمشاغل الحياة عنه، ومن حقّه علينا ان نحمله كما حملنا في صغرنا، فنوفّر له كل احتياجاته الماديّة، ونسلّي وحدته، ونصل أصحابه، ونصطحبه إلى ما يحبّ ويرغب به من أماكن، أمّا عند وفاته فعلينا أن ندعو له دوماً بالرحمة، ونجتهد بالعمل الصالح، ونصل أصدقاءه وصحبه ففي ذلك برٌّ له أيضاً، ونحن إن فعلنا هذا كلّه ما زلنا مقصّرين، إذ إن للوالدين عامة، وللأب خاصة علينا فضل لا يُردُّ مهما فعلنا.
الخاتمة
الأب كنز عظيم علينا ألّا ننتظر حتى رحيله لنشعر بقيمته، وأن نستغلّ وجوده لكسب رضاه الذي هو من رضا الله تعالى، وأن نتذكّر بأنّه باب دخولنا إلى الجنّة بما قدّمه لنا طوال حياته، وما أفناه في سبيل سعادتنا من عمره.
للمزيد من المعلومات: موضوع تعبير عن الأم، موضوع تعبير عن بر الوالدين