المقدمة
منذ فترة كنت أجلس وأشاهد بعض الفيديوهات عبر موقع اليوتيوب، ولأول مرة أنتبه لكم الرفاهية المفرطة التي وصل إليها الإنسان في العصر الحالي، وذلك عندما وقع نظري على مقطع فيديو يعرض فتاة تدخل إلى منزلها فتبدأ بإعداد كل ما يمكن إعداده باستخدام الأجهزة الإلكترونية، من إضاءة منزل، لغسل ملابس، وتنشيفها، وكيها، لإعداد الطعام، إلى الكثير من الأمور الأخرى لدرجة أنّها لم تكن مضطرة إلّا لضغط زر واحد على كل آلة لتقوم بمهمتها، وكما هو متوقع فقد بدت الفتاة -إثر كل هذه الرفاهية- على قدر من السمنة والخمول اللذين سببتهما قلة الحركة والنشاط.
محاسن الأجهزة الإلكترونية ومساوئها
أنظر حولي فأرى زخماً في وجود الأجهزة الإلكترونية في كل مكان، وأنا عندما أقول أجهزة إلكترونية فأنا لا أقصد الهواتف والألواح الذكية وغيرها من أدوات التواصل وحسب، بل كل ما يسري به تيار كهربائي ويكون مبرمجاً لأداء وظيفة معينة دون الحاجة لتدخّل كبير من الإنسان، ولك أن تتخيل وتحاول أن تحصي كم ما يحيط بنا منها، لا أنكر أنّ هذه الأجهزة قد سهّلت حياتنا في وقت من الأوقات، ووفرت علينا الكثير من الجهد والتعب، والوقت الذي استطعنا أن نستغله في مهام أخرى، كما أنّها استطاعت القيام عنّا ببعض المهام بحرفية ودقة أكبر مما يقوم بها الإنسان، وسعت في تحقيق التواصل بين بني البشر من خلال أجهزة الراديو والتلفاز، والحاسوب والهاتف حديثاً.
إلّا أنها ومن ناحية أخرى قد شغلتنا عن بعضنا البعض، فأصبحتَ بالكاد ترى جلسة عائلية تخلو من الهواتف الذكية وما يسرقنا من تطبيقات ومواقع تواصل اجتماعي من خلالها، أو من ألعاب فيديو تجعل الإنسان منفصلاً عمّن حوله، بالإضافة غلى ما سببته للإنسان من كسل وخمول ناتجين عن عدم قيامه باحتياجاته بنفسه كالسابق، وعدم سعيه لبذل الجهد في شيء ما، فكل شيء يبدو مثالياً، ومريحاً وهو في واقعه أداة دمّرت صحة الإنسان، وأضعفت همّته، وتركيزه، ولك أن تنظر وترى كم الأمراض العضلية، والعصبية، والذهنية التي بات يعاني منها الأفراد نتيجة تعرضهم الدائم لما يؤثر على طبيعتهم البشرية من تيارات كهربائية، وأشعة، وأصوات صاخبة وغيرها، وكم من مرة طرقت مسامعك شكوى أحدهم بعدم قدرته على النوم، بل وانخفاض جودة نومه بعد ساعات طويلة يقضيها في المحاولة للاستغراق في النوم، إذ إنه ليس من المفاجئ أن تتسبب هذه الأجهزة الإلكترونية في تشويش ساعة الإنسان البيولوجية، وزعزعة سلامه الداخلي.
الخاتمة
غزت الأجهزة الإلكترونية حياتنا من كل النواحي، وأصبحت جزءاً أساسياً منها شئنا أم أبينا، لذا علينا أن نحاول قدر الإمكان الحفاظ على أنفسنا، وصحتنا، وأولادنا، وعائلاتنا من خطرها الفتاك، ويكون ذلك بتقنين استخدامها قدر الإمكان، وعدم الاستغناء عن التواصل البشري اللازم في وجودها، وإدراك أنّ هذه الأجهزة هي كما كل شيء في هذه الحياة سلاح ذو حدّين.
للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن الهاتف النقال، موضوع تعبير عن تحسين البيئة العلمية والتكنولوجية