الهاتف النقّال

يُعتبر الهاتف النقّال، أو المحمول قفزة نوعيّة في عالم التكنولوجيا والاتصالات؛ فهذا الجهاز الذي لا يتعدّى حجمه قبضة اليد وفّر للأشخاص سبيلاً للتواصل الحرّ، ومزيداً من الخصوصية التي كانت مفقودة قبل اختراعه وانتشاره بهذا الشكل سابقاً، وكان أول ظهور للهاتف النقّال الخاص بشركة موتورولا عام 1973م بعد أن اخترعه المهندس مارتن كوبر وقدّمه للعالم عبر اتصال هاتفي أجراه مع مهندس في شركة اتصالات منافسة، وكان هذا الهاتف المحمول يزن حوالي الكيلو غرام الواحد حينها قبل أن يستمر العلماء في تطويره حتى يصل إلى ما هو عليه حالياً من وزن خفيف، وشكل عصري.


إيجابيات الهاتف النقّال

للهاتف النقال كما لأيّ اختراع إيجابيات عدّة يلحظها الناظر بوضوح، فبواسطة هذا الاختراع مُنح الأفراد مزيداً من الخصوصية لإجراء مكالماتهم في أيّ مكان وزمان بعد أن كان ذلك مرتبطاً بتواجدهم في البيوت أو أحد المنشآت والتحدّث بواسطة الهواتف الثابتة، بالإضافة إلى إمكانية استخدام هذه الهواتف المتّصلة بالإنترنت كحواسيب شخصية يستعين بها الشخص في دراسته وعمله للبحث، وتلقّي الرسائل الإلكترونية والردّ عليها وغيرها من الأمور، كما أصبح بإمكانه عقد الاجتماعات وحضورها عبر الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى وجود بعض التطبيقات المفيدة المُدمجة في الهاتف نفسه مثل تطبيقات الآلة الحاسبة، والرزنامة، وتطبيقات معرفة حالة الطقس وغيرها من التطبيقات الأخرى التي يستطيع الفرد انتقاءها وتحميلها على جهازه للاستفادة منها وفقاً لحاجته.


ولا ننسى أنّ الهاتف النقّال أصبح أداة لتوثيق الأخبار ونشرها لإيصال بعض الأحداث للعالم وكسب التأييد في قضيّة معيّنة مثلا في الوقت الذي كان فيه نشر الأخبار حكراً على وسائل الإعلام العامة التي من الممكن أن تكون متحيّزة لصالح جهة معيّنة توجهها لتسليط الضوء على قضايا ما، وحجبه عن قضايا أخرى، أمّا اليوم ومع انتشار الهاتف النقّال أصبح كل مواطن عيناً للأفراد الآخرين يطلعهم على ما يدور في محيطه من مستجدّات لاتّخاذ خطوات فاعلة على المستوى المحلّي أو الدولي في كثير من الأحيان.


سلبيات الهاتف النقّال

يُعتبر الهاتف النقّال مع كل ما سلف ذكره من إيجابيات سلاحاً ذا حدّين له سلبيات عدّة إن لم يُحسن الفرد استخدامه، ففي الوقت الذي يُعتبر فيه هذا الجهاز أداة فاعلة للتواصل نراه أداة للتباعد الاجتماعي أيضاً؛ حيث يتّضح ذلك جلياً في المناسبات والجلسات العائلية حيث أصبح الناظر يلحظ انشغال كل فرد بهاتفه النقّال عن الجالسين وانغماسه بالعالم الافتراضي الذي صنعه من خلاله، أو بإحدى الألعاب الإلكترونية التي أضحت أشبه بالإدمان، كما إنّ الهاتف النقّال قلّص المساحة التي تفصل بين العمل والحياة الشخصيّة؛ حيث أصبح الفرد مرتبطاً كلّ وقته في وظيفته من خلال ما يتلقّاه من رسائل بريد إلكتروني وردّه عليها خارج أوقات عمله الرسمي وغير ذلك من الأمور، كما يُعد الهاتف النقّال أداة لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، والتنمّر على الآخرين لدى البعض.


الخاتمة

الهاتف النقّال اختراع مفيد علينا أن نسخّره لإفادتنا وإفادة البشرية جمعاء، وأن نقنّن من ساعات استخدامنا له؛ لئلا يصبح حاجزاً افتراضياً يحجبنا عمّن نحب، ويبعدنا عن عائلاتنا، فالاستخدام الصحيح لأيّ اختراع هو ما يضمن لنا التطوّر، والتقدّم بين الأمم.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الإنترنت، موضوع تعبير عن وسائل الإعلام