المقدمة

قُسّمت للناس أقدارهم، ونعمهم، وحظوظهم في هذه الدنيا منذ الأزل، وإنّ من أشدّ ما أنعم الله به عليّ، وما حباني به هو أنّه خلقني مسلماً على دينه القويم، وأنّه ميّزني بلسان عربي مبين، فليس أجمل من أن تولد وقد حملت أعظم الديانات، وأروع اللغات، كيف لا وهي لغة القرآن الكريم، ولسان محمد النبي العربي الأمين!، كيف لا وقد قال الله في كتابه الجليل: (هذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ)


الاعتزاز باللغة العربية

علًمني ديني، وأهلي، ومعلمي الاعتزاز دوماً بما خلقني الله عليه، وبما أحمله من أفكار، وعلم، وأخلاق، وإنّ أول ما يدعوني للفخر والاعتزاز هو كوني مسلم؛ الإسلام ديني والعربية لغتي، واللغة العربية تحمل من العظمة والجمال ما كان ليجعلني أُقبل على تعلّمها بشغف لو لم أكن عربياً أصيلاً، فهذه اللغة يُضاف على كونها لغة كتاب الله الكريم، أنّها بحر واسع لا يُدرك قاعه، ولا تُجمل محاسنه، ولا تُحصى جمالياته، فاللغة العربية لغة ذات نغم فريد يصلح لكتابة أجود القصائد والأشعار، ولتطريز أجمل المقامات ونصوص النثر، بالإضافة إلى كونها تحتوي على الألفاظ والمعاني أضعاف ما تحتوي عليه أي لغة أخرى، فالناظر في المعاجم العربية يجد للكلمة عشرات المرادفات والأضداد وهو ما يوسّع مجالها، ويمنح السابح في بحرها حرية مطلقة لا توازيها حرية.


كيفية الاعتزاز باللغة العربية

يكون الاعتزاز باللغة العربية بالشعور بقيمتها أولاً، وبالفخر بكوننا أبناءها وحملتها، ويظهر ذلك في استخدامها في المحافل، والمناسبات الرسمية التي نمثّلها داخل البلاد وخارجها، كما يكون في استخدامها بشكل يومي، وبالتعرف على غرائبها، وتعلّم جديدها قدر المستطاع، وليس الفخر بالعربية يعني احتقار اللغات الأخرى، أو عدم الإلمام بها بل على العكس، إنّ من ثقافة العربي واطّلاعه أن يكون ملمّاً بالمعارف الأخرى والتي تعتبر اللغات المتنوعة واحدة منها، وإنّ من اعتزاز العربي بعربيته هو نشر مزاياها، وتأليف الكتب والأبحاث في ذلك إن استطاع، لتعريف الناس بحقيقتها، وزيادة إقبالهم على تعلّمها، فإن للغة العربية حق على أبنائها يتمثّل في تقديرها، ودوام استخدامها نقية كما هي دون تشويه نقائها باستخدام ما هو دخيل عليها من باب استعراض الثقافة والتحضّر، أو من باب الاختصار، أو عن طريق كتابة كلماتها العربية بحروف أخرى لا تشبه أصالتها، وكأننا بذلك نقوم بنزع عباءة عروبتها الأصيل وإلباسها ما لا تحتمل ولا تطيق، فالعربية لغة زيّنتها حروفها، وحركاتها، وسكناتها، فوصلت بها إلى الكمال الذي لا يُزاد عليه.


الخاتمة

شرّف الله العربية حينما جعلها لغة القرآن العظيم، ولسان النبي الكريم، وشرّفنا حينما منحنا لغة جميلة مثلها، لذا يجب علينا الاعتزاز بها دوماً، والحفاظ عليها من الاندثار أو التحريف الذي قد يقصده بعض الحاقدين من اعداء الثقافة والدين.


للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن اللغة العربية، موضوع تعبير عن القراءة