المقدمة

خلق الله الإنسان، وسخّر له الأدوات من حوله، وأودع فيه عقلاً ليستثمره في هذه الأدوات، ويستخدمها لتسهيل الحياة من حوله، والوصول إلى غاياته، ولمّا فهم الإنسان ذلك وأدركه، بدأ بالعمل، وقد كان عمله بسيطاً يتناسب مع احتياجاته، فبدأ بالصيد ليسدّ جوعه، ثم انتقل إلى الزراعة لينوّع في مأكله، ومن الزراعة توسّع إلى التجارة، فصناعة الأدوات البسيطة وغيرها حتى أصبح صاحب حرفة وأعمال لا يطيق الجلوس في هذا الكون دون القيام بمهام معينة يحس بها بإنجازه، وهكذا تماشى الإنسان مع سنة الله في خلق كونه وسعى عاملاً لإعمار الأرض.


البطالة

مع ظهور المجتمع الصناعي ازدادت حاجة القطاع في فترة من الفترات إلى الأيدي العاملة، وجرت الأمور على خير ما يرام إلى فترة ليست بالبعيدة من الزمن، حيث ظهر مفهوم البطالة الذي يعني توقّف الأيدي العاملة الإجباري عن العمل لعدم وجود وظائف شاغرة مثل السابق، رغم رغبتهم في العمل وقدرتهم عليه، وكان هذا وما زال يشكّل أمراً مؤسفاً يقع ضحيّته الكثير من الشبّان والرجال، فها نحن ذا نلتفت حولنا لنرى الجامعات ترفد سوق العمل بالخرجين من كافة التخصصات، فيما يلفظهم هذا السوق إلى بحر البطالة سنين عدّة، حتى باتت أمنية أحدهم أن يجد وظيفة حتى وإن لم تتماشى مع شهادته الجامعية.


أسباب البطالة

الناظر في أسباب البطالة يجدها عديدة أولها -من وجهة نظري- ما يشهده العصر من حروب، ونزاعات سياسية أثّرت على اقتصاد العالم والدول بشكل كبير، فضعفت الصناعة، وضعف سوق العمل، وبالتالي قلّت الحاجة للعاملين فيه، ومن أسباب البطالة أيضاً الاستغناء الكثير عن الأيدي العاملة بفعل التكنولوجيا التي باتت قادرة على تشغيل مصانع ضخمة بدقة وسرعة متناهيتين دون الحاجة للتدخل البشري، كما أن زيادة عدد سكان دولة ما بشكل يفوق عدد الوظائف فيها يعد سبباً أيضاً، ولا نحمِل كل المسؤولية عن عاتق الشباب الذين لا يأبهون لما يحتاجه سوق العمل من تخصصات، فترى بعضهم يتوجّه للتخصصات الجامعية التي يرغبها هو وأهله حتى وإن كانت لا تتناسب مع حاجات سوق العمل تلك.


آثار البطالة

للبطالة تأثير كبير على الفرد والمجتمع، وتأثيرها على الفرد يظهر على شكل آثار نفسية تجعل من الشاب أو الفرد العاطل عن العمل فريسة للحزن والاكتئاب، خاصة إن طال قعوده عن العمل والإنتاج، كما أنّها قد تساعد على استدراجه للجلوس في المقاهي والطرقات لأوقات طويلة لإلهاء النفس عن واقعها المرير، مما يجعله فرداً زائداً على المجتمع لا فائدة من وجوده، فيما قد تؤدي ببعض ضعاف النفوس من الشباب إلى ارتكاب الجرائم كالسرقة، أو الاحتيال، والنصب، أو القتل حتى لجني الأموال، وهو ما يؤثر على سلامة المجتمع بالنهاية وأمانه.


الخاتمة

على الفرد أن يكون واعياً لمستقبله، ويخطط جيداً لما سيدرسه في الجامعة من تخصص، وأن يعمل على تطوير نفسه وقدراته، وزيادة خبرته ومهارته حتى يستطيع المنافسة على الوظائف الموجودة، دون أن يقع في فخ البطالة المميت.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن العمل