المقدمة

أنظر إلى الناس من حولي، فأراهم يجيدون اتّخاذ خياراتهم اليومية والمصيرية بدون تردد أو قلق، فيما أعجز أنا عن ذلك بسبب آفة كبيرة أعاني منها منذ كنت طفلاً، وهي التردد، فأزداد توتراً وحزناً فوق قلقي، فلِم لا أستطيع الإقدام على اختيار قراراتي كما يفعلون، خوفاً من أن تكون غير صائبة فتسبب لي المتاعب مستقبلاً والمشكلات، لقد أتعبتني هذه الخصلة فقد بلغت من السن ما يجعلني مضطراً لاتخاذ العديد من القرارات الصغيرة والكبيرة كل يوم، فترى ما الحل؟


التردد عائق النجاح

لمّا قررتُ التخلّص من هذا الموضوع بجدية بحثتُ، واستشرتُ، وقرأت من الكتب الكثير وكان آخرها كتاب مفيد جداً يعرض تجارب الآخرين مع هذا السلوك، وبيّن أنّ التردد صفة سيئة إن زادت عن الحد تجعل الإنسان خائفاً من اتخاذ أي قرار يخصّه أو يخص الآخرين خوفاً من إيذاء نفسه أو إيذائهم، وهذا يجعله يهرب دوماً من فكرة الاختيار، ويؤجل ذلك قدر الإمكان حتى أنّه قد يضيع العديد من الفرص التي تتاح أمامه لمجرّد أنّه تجنّب الاختيار، أو أضاع الوقت المسموح به، لذا نجد أنّ التردد عقبة في طريق النجاح على الإنسان أن يرغب من داخله بالتخلص منها، وإلّا فإنها ستقف حائلاً بينه وبين القمة دوماً.


على الإنسان أن يفهم أموراً كثيرة قبل محاولة التخلّص من هذه الصفة، أوّلها أنّ الإنسان خُلق خطّاءً وأن هذه الطبيعة موجودة في كل البشر لذا عليه ألّا يخاف من الفشل، أو الاختيار الخاطئ، وأن يثق في نفسه وقدراته ويتوكّل على الله عند اختياراته، وألّا يفتح مجالاً لوساوس الشيطان الذي يشكك في قدراته، ويوجهه للتفكير الزائد الذي لا طائل من ورائه سوى إضاعة الوقت، فهذه الأمور هي من أوائل الأفكار التي على الإنسان وضعها في باله لتساعده على التخلّص من هذه الصفة، والبدء باتّخاذ القرارات الصغيرة بسرعة أكبر من ذي قبل، وهذا لا يعني أن نتخذ قراراتنا دون تفكير، أو استشارة، أو اطّلاع، لكنها تعني ألّا نُسرف في ذلك، وأن نترك التدابير لله ربّ العالمين الذي عنده مفاتيح الغيب والأقدار.


الخاتمة

يرتبط التردد بتفكير الإنسان السلبي حول ذاته، وقدراته، وحول ما يمكن أن يحدث مستقبلاً، لذا على الشخص أن يثق بالله مدبّر الأمر ومن ثمّ بنفسه، ويقوم بكل ما عليه من واجبات وأعمال، وأن يفكّر بالقدر المعقول بتبعات أي أمر هو مقبل عليه، بالإضافة إلى استشارة البعض للاستفادة من تجاربهم، والاستخارة التي هي فيصل كل شيء، فقد علمنا الرسول الكريم الاستخارة في شتى مواضيع حياتنا اليومية حين قال: (ما خاب من استشار، ولا ندم من استخار).



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن حياتك بين يديك، موضوع تعبير عن النجاح