النجاح

السّعي إلى النّجاح فطرة زرعها الله عزّ وجلّ في أعماق الناس، ففي البداية يسعى الإنسان لأن يحبو حتّى ينجح، ثمّ يسعى للمشي حتى يصل إلى غايته، وتبدأ مسيرة الحياة التي يرسمها في خياله مكلّلةً بالنجاحات في كافة الأمور العلميّة والعمليّة ليكون في ذلك تحقيقاً لأهدافه التي يرجوها، وكما قيل: "إنّ النجاح هو محصلة اجتهاداتٍ صغيرة تتراكم يوماً بعد يوم"، فللنجاح لذّة لا يشبع منها من تذوّقها للمرة الأولى.


مفهوم النجاح

النجاح هو إدراك الأهداف المنشودة والظفر بها، وبمعنى مبسط فإن النّجاح هو اجتياز المهام الموكلة إلى الشّخص على أكمل وجه لحين الوصول للهدف المقرّر، والنجاح يختلف باختلاف زاوية رؤية كل شخص، فهناك من يسعون للنجاح في العلم، وهناك من يسعون لتحقيق أهدافهم التي رسموها لشكل حياتهم، وهناك من يعتبر بأنّ حصد الرقم الأكبر من المال هو النجاح الحقيقي، تتنوّع كل تلك الرؤى والغاية واحدة فيها جميعاً ألا وهو النّجاح.


مقوّمات النجاح

يجب على الإنسان أن يلتزم بمجموعة من النقاط التي تمكنه من تحقيق أهدافه المنشودة، ومن أهمّها الانضباط والالتزام التّام، والبحث والسّعي الدّائم، وعدم التردّد بالسؤال عمّا يواجهه من مشكلات أو عقبات قد يملك الآخرون مفاتيح حلّها، إضافةً لمعرفة الشخص لإمكانيّاته وذاته، وما يميّزه عن غيره، ومعرفة نقاط الضّعف في شخصيّته ومحاولة تذليلها.


ومن أهمّ الصفات التي يجب أن يتحلّى بها الشخص في رحلته للنجاح: التخطيط والمثابرة، والتمتّع بالخيال الخصب الواسع الذي يرى من خلاله غده بعد نجاحه في الوصول إلى تلك الأهداف، فهذا الخيال يمكّنه من العمل بجدٍ دون تعبٍ أو كلل للوصول إلى هدفه، بالإضافة إلى ضرورة تمتّعه بالجرأة وحب المغامرة، واللتين من شأنهما إقصاء الخوف بعيداً، والتعلّم من الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها أو يقع فيها، من خلال التعديل والإصلاح، والإنسان الناجح يجب أن يتعلّم كيفيّة التعامل مع الآخرين والتقرّب منهم، وإبداء الاهتمام بهم وبنجاحاتهم، لأنّه بذلك يمكن أن يستفيد من تجاربهم وخبراتهم لتحقيق أهدافه بنجاح.


معوّقات النجاح

يتعرّض الإنسان خلال جميع مراحل حياته لحواجز ومعوّقات من شأنها أن تعرقل نجاحاته، ومن أهمها الخوف من الفشل، وعدم الثقة بالنّفس، وعدم القدرة على التخطيط لغياب الأهداف المراد الوصول إليها، إضافةً للتأجيل المستمر للأعمال، وخلق الأعذار لعدم القيام بها، كل تلك الأمور يمكنها أن تخلّف الكسل والخمول، وبالتالي تؤدّي إلى الفشل الذريع، وهو ما يجب على الفرد تجنّبه، وصرفه عن تفكيره.


الخاتمة

الحياة عبارة عن سلسلة من النجاحات، فكلّ هذا التقدّم البشري الهائل الذي نعيشه كان بفضل فكرٍ متقدمٍ وتخطيط محكم، وخيالٍ واسع سعى إلى تطوّر البشريّة، وما على الفرد معرفته هو أنّ المرور بمحطات لفشل والإحباط شيء ممكن وطبيعيّ أثناء سعينا للنجاح، إلّا أنّه لا يجب أن يثنينا عنه، فبالعزم والإصرار يهون كلّ صعب.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن طلب العلم، موضوع تعبير عن الوقت