المقدمة

في طريق عودتنا إلى العاصمة، وعلى جوانب الطرق الخارجية انتشرت محال الخزف، والزجاجيات بكثرة، والتي تتعجب لجمال تصميمها، ودقة صنعها، ورائحة التاريخ فيها، فترجع بمخيلتك إلى الوراء وتتساءل عن بداية ظهور هذه الحرف اليدوية وغيرها، وطريق تطورها إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدّم ودقة تذهل العقول.


نشأة الحرف اليدوية

تُعرف الحرف اليدوية باسم الصناعات التقليدية، حيث يأتي اسمها من الأداة التي تُستخدم في صناعتها (اليد) بشكل أساسي، والكيفية التي تقوم عليها هذه الصناعات البسيطة، فالحرف اليدوية هي مهن تقليدية بسيطة تحوّلت من هوايات وتسلية إلى أن أصبحت مهناً وحرفاً يسترزق من خلالها هؤلاء الحرفيون، ومن الأمثلة على هذه الحرف اليديوية الجميلة الحياكة، والخياطة، والتطريز، ونسيج السجاد، والنحت، وتشكيل الخزف، وصناعة الزجاج، وصناعة الصابون والمنتجات المنزلية الأخرى، وغيرها الكثير.


وقد بدأت هذه الحرف نتيجة لرغبة الإنسان في تشغيل خياله وإبداعه الكامنين في داخله، وتسخيرهما فيما يحتاجه في هذه الحياة، فبدأت هذه الحرف بخيط نسيج، أو بقليل من التراب المجبول بالمياه والمجفف في الهواء الطلق لساعات، لتتحوّل بعدها رويداً رويداً لمنسوجات بسيطة، وفخاريات مدهشة تحتاج لبعض التعديل والإضافات لتصبح تحفة فنية، ويوماً بعد يوم ومع رغبة الإنسان الدائمة بالتطوير، وإضافة اللمسة الجمالية النابعة من داخله بدأت هذه الصناعات تتسم بالجمال، والدقة، وتقارب معاني الكمال.


أهمية الحرف اليدوية

لم تظل الحرف اليدوية مجرد هوايات يمارسها الحرفيّون يوماً، -وإن كانت بدأت كذلك-، بل أضحت إحدى الواجهات الحضارية والتراثية المشرقة التي يتميّز بها بلد ما، إذ ترى السياح أكثر ما تراهم يتوجّهون إلى الأسواق الشعبية، والبازارات، والمعارض المخصصة لعرض مثل هذه المنتجات، وهو ما يترتب عليه نفع اقتصادي لأصحاب هذه الحرف، وللقطاع السياحي بالمحصلة، كما أنّه يعكس الجانب المشرق والمنتج للبلد، ولطيبة الناس فيه وتمسّكهم بأصالتهم، بالإضافة إلى كونها أصبحت عملة نادرة في هذا المجتمع الصناعي والتكنولوجي الذي نعيش فيه، وهو ما دعا البعض للتنبه لهذا الأمر وعقد الدورات التدريبية المتخصصة لنقل هذه الحِرف إلى الراغبين في تعلّمها على يد متخصصين أكفاء وخبراء بذلك، وهو ما يشجّع القطاع الوظيفي وينعشه.


الخاتمة

الحرف اليدوية هي مهن بسيطة بدأت كهوايات على يد أناس تملأ دواخلهم طاقة الفن، والإبداع، والجمال، وهي ما حركتهم لابتكار وصنع منتجات غاية في السحر والإتقان باستخدام أروع أداة قد منحها الله تعالى للإنسان وهي اليد، وبعض الأدوات البسيطة الأخرى، حيث ولّد الحرفيون بهذه الأدوات وبمواهيهم الفذّة منتوجات تحاكي الماضي بعراقتها، وتغازل الحاضر بجمالها، وتخاطب المستقبل بفرادتها، وإنّ من واجبنا كأفراد أن نشجّع هؤلاء الحرفيين على الاستمرار في إنتاجهم، وأن نسعى لاكتساب ما نميل إليه من هذه الحرف لنضيفها إلى حيّز مهاراتنا الحياتية المحصورة بالتكنولوجيا وما تولّد عنها من نشاطات.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن العمل، موضوع تعبير عن إتقان العمل