المقدمة

وإنّما أولادُنا بيننا  أكـبادُنا تمشي على الأرض

لو هَبّتِ الريحُ على بعضهم لامتنعتْ عيـني عن الغَمْضِ


لقد صدق الشاعر حين قال هذه الأبيات، فالأبناء هم زينة الحياة الدنيا كما قال الله تعالى في كتابه الكريم، وهم نبض الوجود، والأمل الذي نعيش لأجله، وهم نبض المجتمع بأسره وليس نبض حياة والديهم وحسب، وإن سألتني كيف، فسأقول لك بأن الطفولة هي وحدها صانعة المستقبل.


أهمية الطفولة

ننظر حولنا فنرى العديد العديد من الفيديوهات التربوية الأسرية التي تُعنى بموضوع الأطفال، والطريقة السليمة لتربية الأطفال وتنشتهم نشأة حسنة، وضرورة التركيز على زرع القيم السليمة بهم منذ البداية، فأتعجب لهذا كلّه وأتساءل عن سبب إيلاء هذه الفئة العمرية الصغيرة من المجتمع هذا الاهتمام كلّه، لأجد الإجابة بعد لحظات من التفكير بيني وبين نفسي في مواقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم، وطريقة تعامله مع الأطفال في عصره رغم عظم مسؤوليته صلى الله عليه وسلم، وعدم فراغ وقته.


الناظر في سيرة الرسول الكريم عليه أفضل السلام يجد من مواقفه مع الأطفال ما يثير العجب، فتارة كان يقف يتبادل أطراف الحديث معهم ويسألهم عن أحوالهم، وتارة كان يواسي أحدهم بعد أن فقد طائره المحبب، وغيرها الكثير من المواقف التي تشير إلى أهمية الطفولة والأطفال عنده، وهي غرس القيم المُثلى وتنشئة جيل قويم يفيد المجتمع والأفراد من حوله، ولمن يشك في كلامي أقدّم بعض الأمثلة على ذلك، فمواقف مثل مواقف النبي -عليه السلام- هي من صنعت قائداً شاباً يسير على رأس أعظم الجيوش في معارك شديدة الأهمية مثل أسامة بن زيد وغيره.


الطفولة صانعة المستقبل

الأطفال هم ذخرنا للمستقبل، وهم الترجمة الحقيقية لما سنراه في الأيام المقبلة، لذا فإنّ من واجبهم علينا أن نحسن الكتابة في صفحاتهم البيضاء، والمحافظة على بياضها صاف غير ملطّخ ببعض الندبات التي قد تدمي طفولتهم، فلا ترهيب، ولا إيذاء، ولا تخويف، ولا ترويع؛ فذاكرة الأطفال ذاكرة قوية عصية على النسيان، وعودهم وإن كان غضّا طرياً فهو عود متين علينا أن ننشئه نشأة قويمة لتسند هذا المجتمع مع الأيام.


فلنكفّ عن رثاء حالنا، وذكر ما لا يعجبنا في مجتمعاتنا، ولنبدأ بغرس ما نحب أن يكون عليه رجال المستقبل وسيداته منذ الآن في أبنائنا، وليس الأمر مبكراً أبداً، فما نغرسه في أبنائنا اليوم هو ما سنحصده غداً، وإنّ من أشدّ الحكمة والعقل أن نبذر خير البذور لنحصد خير الثمر.


الخاتمة

المستقبل ما هو إلّا نتاج ما نزرعه في حاضرنا في أبنائنا والنشء الصغير، لذا علينا أن نتقي الله بهم، وبما يرونه منّا، ويتعلمونه من خلالنا، فالتربية تكون بالقدوة لا بكثرة الكلام والتنظير الذي لا طائل من ورائهما، عسى الله أن يعدنا بمجتمع قويم أساسه جيل صالح هو جيل اليوم.


للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الشباب، موضوع تعبير عن الأسرة