الأسرة

ترمز الأسرة بمفهومها الضيّق إلى ارتباط روحين مع بعضهما البعض لتكونا نواة أولى لأسرة ممتدّة فيما بعد، فمنذ خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام خلق من ضلعه حواء لتؤنس وحدته، وتقضي على وحشته، وتكون له المأوى، ويكونا معاً سبباً للتناسل وإعمار الأرض وتحقيق الغاية من الوجود الإنساني، والأسرة هي تلك العلاقة التي تربط مجموعة من الأشخاص الذين يعيشون تحت سقف واحد ببعضهم البعض، وتنظِّم التعاملات فيما بينهم، وقد تكون الأسرة صغيرة مكوّنة من الأب، والأم وأبنائهما، فيما قد تكون ممتدّة تحتوي على عدد أكبر من الأفراد مثل الجدّ والجدّة، والأعمام والعمّات، والأخوال والخالات وما إلى ذلك.


أهميّة الأسرة

تكمن أهمية الأسرة القصوى في كونها اللبنة الأولى التي تُرصُّ في بنيان في المجتمعات المتماسكة، حيث لا تقوم المجتمعات إلّا بها مهما تعددت العلاقات وتنوّعت، والأسرة هي ملاذ الفرد النفسيّ والاجتماعيّ الذي لا يحسّ الفرد بتلبية حاجاته النفسيّة والفسيولوجيّة إلّا بها، ففيها يشعر الفرد بالأمان وسط والديه وإخوته حيث يشعر أنّه محميّ من أيّ مكروه وهم يحيطون به، وبها تُلبّى حاجاته في المأكل والمشرب، والمبيت، وفيها يسرّي عن نفسه ويقضي وقتاً مليئاً بالدفء، والعاطفة، والسرور لا سيما إن كانت هذه الأسرة أسرة مبنية على أسس من التفاهم، والاحترام، في ظلّ والدين تجمعهما روابط المودّة والرحمة، إذ إنّ علاقة الوالدين ببعضهما البعض هي ما يشكّل الجو العام لهذه الأسرة، ويعطي الروح للمنزل الذي تعيش فيه، وينظّم طبيعة علاقات الأفراد فيها.


سمات الأسرة الصالحة

للأسرة الصالحة سمات عديدة تظهر على الجوّ العام للمنزل، وعلى شخصيّات الأفراد فيه، وطبيعة تعاملهم مع بعضهم البعض، فالأسرة المتفاهمة هي تلك الأسرة التي تحكمها قوانين الاحترام المتبادل، والعطف فترى أفرادها وهم يحترم صغيرهم كبيرهم دون خوف منه، ويعطف كبيرهم على صغيرهم دون إجبار، ويتعاون الأفراد مع بعضهم البعض في إنجاز ما يلزم من مهام، فيما تسود علاقة الأم والأب مفاهيم الاحترام، والتفاهم، والحوار، بالإضافة إلى حلّ ما يحدث في هذه الأسرة من مشاكل أو خلافات يتم بطريقة حضاريّة تُتّبع فيها أساليب الحوار والنقاش، فيما يتناصح الأفراد فيما بينهم فينصح الكبير الصغير دونما إحراج أو تعنيف، وينهاه عن الخطأ ويرشده للصواب، ويساعده على تحقيق أهدافه، فيما يحفّز الأفراد في هذه الأسرة بعضهم البعض ويكونون لبعضهم الدافع والسند في هذه الحياة، كما أنّك تجد أفرادها في حالة ترابط وجدانيّ كبير يفرح فيها الجميع لفرح أحدهم، ويحزنون لحزنه ويحاولون التخفيف عنه.


الخاتمة

أسرنا هي نعمة كبيرة منّ الله بها علينا، لا يشعر بعظمتها إلّا مَن حُرم منها لسبب من الأسباب، وعليه فمن الواجب علينا شكر الله على هذه النعمة، والتضرّع له للحفاظ عليها، والمحافظة عليها من التفكّك، حيث يكون ذلك بتقوية العلاقات فيما بيننا، واحترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، وبرّ الوالدين وأداء حقّهما بالدرجة الأولى، ففي إنشاء الأسرة والحفاظ عليها عبادة كبيرة لمن لا يعلم.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن تربية الأبناء، موضوع تعبير عن الأم