بهجة العيد
يقول الشاعر:
يا ليلةَ العيدِ هذا العيدُ واللُعَبُ
وبهجةُ الطفلِ ما في عقلها تَعَبُ
تحُومُ ترقصُ تستجلي مفاتنَها
ملابسٌ وعصافير لها زغَبُ
ينقضي شهر رمضان الكريم بأيّامه ولياليه ويجري مسرعاً طاوياً صفحاته، وتبدأ العيون برصد هلال شهر شوّال السعيد لإعلان أوّل يوم من أيّام عيد الفطر المبارك، وما إن يُرى ذلك الهلال الفضيّ النحيل، ويُعلن على الشاشات خبر رؤيته تعمُّ البهجة، وتبدأ الاستعدادات لاستقباله بفرح وسرور.
مظاهر العيد
شرّع الله تعالى العيد بعد شهر الصيام كمكافأة للصائم الذي لجم رغباته وشهواته إحقاقاً لأوامر الله تعالى، فاستحقّ على ذلك مكافأة يروّح فيها عن نفسه، ويستشعر الفرح، ويعيش مظاهر السرور المشروعة، وللعيد مظاهر عديدة تبعث البهجة في النفوس والفرح في الأرواح تبدأ عند إعلان يوم غد كأوّل يوم من أيام عيد الفطر السعيد، فتتعالى أصوات الأطفال وهم ينشدون أجمل أناشيد العيد القديمة والحديثة، وتبدأ رسائل التهنئة بالعيد بالوصول من الأقارب والصحب والأحبّة، فيما تزدان البيوت بحلّة جديدة ولمسات إضافية من الديكور استعداداً لاستقبال الضيف الجليل، وتعبق في أجوائها عطور البخور الجميل المختلطة بروائح ما تعدّه الأمهات والزوجات من حلويات تقليديّة شهيّة لا غنى عنها مثل: المعمول، والغريبة، والنمورة، فيما يشرعن في إعطاء أطفالهن دش حمام ساخن، وتعليق ملابس العيد على الدواليب كنوع من أنواع إضفاء البهجة على نفوسهم قبل النوم.
في صباح يوم العيد يرتدي الكبار والصغار ما أعدّوا له من أثواب طُيِّبت بأجمل العطور، ونُسّقت أجمل تنسيق، ويتوجّهون إلى المساجد والمصلّيات المخصّصة للمشاركة في صلاة العيد التي تعدُّ ركناً أساسياً فيه، والتي فيها تنطلق التكبيرات ملء الحناجر، فتملأ الأجواء رهبةً وسلاماً في ذات الوقت، وبعد انتهائها توزّع البالونات الملوّنة التي تشبه أحلام الأطفال عليهم، كما توزّع من قبل بعض المتطوّعين الحلويات والقهوة وغيرها على الكبار، فيما ينطلق المصلّون مهنّئين بعضهم البعض بعد انتهاء الصلاة متصافحين متوادّين ومتحابّين قبل أن ينطلق كلّ منهم إلى بيته ثانية.
يجد البعض في الأعياد فرصة لتقديم الطاعات، وحصاد الحسنات، فيغتنمون أيّامها في صلة الرّحم، وزيارة الأقارب وتقوية أواصر المحبّة والمودة، فيما يستغلّها البعض في سدّ حاجات الفقراء والمحتاجين، والشعور بهم، ومساعدتهم على تلبية حاجاتهم وحاجات أطفالهم لإشعارهم ببهجة العيد، فتنتشر مبادرات كسوة العيد وألعابه وغيرها من المبادرات التي يستحقّ أصحابها التقدير لما فيها من تكافل اجتماعي، وشعور بالغير، فيما يُعتبر عيد الأضحى المبارك باباً أساسياً من أبواب دعم الفقراء بتوزيع الأضحيات على مستحقّيها.
الخاتمة
الأعياد هي مكافأة الله التي يجب أن نقدّرها ونعظّمها، فقد قال تعالى في سوة الحج: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وفي ذلك أمر من الله تعالى باعتبار هذه الأيام أيّاماً مختلفة يحتفل فيها المسلم بما يرضي الله، ويحقّق التكافل الاجتماعي، ويدخل على القلب السرور.
للمزيد من ماضيع التعبير: موضوع تعبير عن شهر رمضان، موضوع تعبير عن صلة الرحم