صلة الأرحام

يُعرّف الرحم على أنّه كلّ الأقارب الذين يمثّلون للشخص الأصول والفروع، بدءاً من الأمّ والأب، والجدّ والجدّة، والخالات والعمّات والأخوات وكل ما هو متّصل بهم، وصلة الرحم واجبة على كل فرد يبتغي رضا الله تعالى، فقد ورد في الحديث الشريف أنّ الرسول محمد عليه السلام قال عن صلة الرحم: (الرحم معلّقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)، وفي هذا الحديث دلالة على ضرورة صلة الرحم وسلوك كل ما يؤدّي إليها من أفعال لاتّصالها بشكل مباشر برضا الله.


صور صلة الرحم

قد يظنّ البعض أنّ صلة الأرحام محصورة في زيارتهم ومواصلتهم وحسب، لكنّه سلوك ممتدٌّ إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، فصلة الرحم تعني أن يحفظ الإنسان أقاربه في حضورهم وغيابهم، وأن يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وأن يزور مرضاهم ويواسيهم في مناسباتهم، بالإضافة إلى أن يدعوهم إلى بيته فيكون بشوشاً في وجههم، ويحسن ضيافتهم، ويسعى أيضاً لمساعدتهم فيما يحتاجونه من أمور مادية ومعنويّة، فيتفقّد فقيرهم ويمدّه بما يحتاج إليه دون إشعاره بالمنّ، أو العوَز، كما يكون في حبّ الخير لهم ودعوتهم للمعروف، ونهيهم عن المنكر؛ فالإنسان الذي يحبّ أحداً يحبّ أن يكون رفيقاً له في الجنّة، وصلة الأرحام تكون أيضاً بالدعاء لهم بالخير في كلّ مناسبة وحين.


أهميّة صلة الرحم

ينعكس هذا السلوك الإيجابيّ بالخير على الفرد والمجتمع، أمّا انعكاسه على الفرد فيتمثّل في كسب رضا الله تعالى الذي هو الغاية الكبرى، والابتعاد عن سخطه، إذ إنّ صلة الرحم توجب رحمة من الله تعالى تنزل على عبده، فتحلّ في بيته، وماله، وعمره وولده فيُبارك له فيها، فيما يحلّ السخط على قاطع الرحم وتحرّم عليه الجنّة، فقد قيل عن جبير بن مطعم أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلمّ يقول: (لا يدخل الجنة قاطع)، فأيّ عقاب للفرد أكبر من أن تحرّم عليه الجنّة!


أمّا عن المجتمع الذي يُعرف أفراده بصلة أرحامهم فتراه مجتمعاً متآلفاً، متحاباً، ومتكافلاً فيما بينه، فلا ترى فيه فقيراً أو محتاجاً، ولا ترى فيه باغضاً أو حاقداً، أو حاسداً، والمجتمع المتواصل هو مجتمع مهيب الجانب الكل فيه يقف سنداً، فلا ترى فرداً مأكولٌ حقّه، ولا ترى شخصاً مستضعف أو مُستغَل، لذا على كلّ إنسان منّا ألّا يكتفي بأن يكون واصلاً للرحم وحسب، بل عليه أن يورث هذا السلوك لأبنائه ويزرعه فيهم باصطحابهم معه في زيارته، ويحثّهم على هذا السلوك ويحبّبهم فيه باستمرار.


الخاتمة

في صلة الرحم تكمن البركة، ويحلّ الرزق في جميع نواحي الحياة، ولأهميّة هذا السلوك علينا أن نتحرّاه دوماً بمناسبة أو بدون مناسبة، وأن نعمل على زرعه في أبنائنا بما يشاهدونه في تصرّفاتنا، فصلة الرحم مفتاح للرزق، ورضا للرب، ودخول للجنّة بإذنه تعالى.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الأخت، موضوع تعبير عن الجدة