المدرسة

لطالما كانت المدرسة منهلاً للعلوم الواسعة، وساحة شكّلنا فيها أجمل الذكريات التي لا تُنسى، وبيتاً ثانياً عشنا فيه وقتاً طويلاً من يومنا، فاستحقّت لأجل ذلك كلّه أن يسطّر لأجلها الشعراء أجمل الأشعار، ويكتب فيها الأدباء أروع الكلمات، وقد كان ممّا كتبوا ما قاله الشاعر ابن معصوم يوماً متغنّياً فيها:


لِلَّه مَدْرَسَةٌ عَلَا بُنْيَانُهَا

وَسَمًّا عَلَى فَرْقِ السَّمَاءِ مَكَانُهَا

قَدْ شَادَهَا مَلِكُ الْمُلُوكِ بِهَمَّةٍ

عَلِيًّا فَأَصْبَحَ فِي عُلُوٍّ شانُها


فضل المدرسة

تتعدّد أفضال المدرسة على الإنسان منذ طفولته وحتى شبابه كما تتعدّد وتمتدّ ظلال شجرة وارفة زكيّة الثمار، وقاصر هو مَن يظنّ أنّ المدرسة صرح تعليميٌّ وحسب، فبالإضافة إلى كونها صرحاً شاهقاً يرفد الطالب بشتّى أنواع العلوم والمعارف التي سيحتاجها في حياته بدءاً من أساسيات الحياة وحتى دقائق العلوم، هي بيت الطفل الثاني وملاذه الذي يقضي فيه ما يقارب ثُلث ساعات يومه، ففيها يبدأ بتكوين أولى علاقاته الإنسانية والاجتماعية بفطرة خالصة لتكبر معه رويداً رويداً، وتكبر معه قدراته الاجتماعية في مهارة تكوين العلاقات هذه، وفي المدرسة أيضاً يجد الطالب متنفّسه بما يمارسه من هوايات مع أقرانه، ويشاركهم بالأحاديث، ويزور من صروح علميّة وأماكن ترفيهيّة، وفيها يتعلّم الطالب التعبير عن رأيه، وممارسة حقوقه بالديموقراطيّة بما يجري فيها من تجارب انتخابيّة مصغرة تهدف إلى تهيئتهم لمثل هذه التجارب الحياتيّة مستقبلاً، وفيها يمارس الطالب رياضاته المفضّلة وينميها عبر انضمامه لأفرقة المدرسة في شتى الألعاب الذهنيّة، والبدنيّة، كما تُزرع في هذا الصرح بذرة الانتماء الحقّة في الإنسان تجاه وطنه.


واجبنا تجاه المدرسة

توفّر لنا المدرسة مساحة واسعة لممارسة حرياتنا، ووسائل متنوّعة لإكسابنا العلم، والمعرفة، والمهارات اللازمة لنشئتنا كأفراد أسوياء وفاعلين في هذا المجتمع، فنرى فيها ساحات ممتدّة خُصّصت للعب والترفيه، ونجد فيها مختبرات للعلوم هنا، وأخرى للحاسوب هناك، بالإضافة إلى العيادة، والمقصف وغيرها من المرافق المهمّة، كما أنّ المدارس لا تقوم إلّا بوجود ركنها الأساسي، وعمودها القويم وهو المعلم الذي يُعدُّ المحرّك الأول للعملية التعليميّة والقيميّة فيها، ولأجل هذا كلّه يتوجّب علينا الحرص على العديد من الأمور أثناء تواجدنا في هذا الصرح العظيم أوّلها احترام قوانينها جميعها بما فيها من مواعيد حضور وانصراف، والتزام بالطابور الصباحيّ، والزي المطلوب وغيرها، بالإضافة إلى احترام المعلمين فيها، والمحافظة على موجوداتها التي خُصّصت لنفعنا، فلا نُتلف الأشياء بتكسيرها، أو بالرسم عليها، أو بسرقتها، بالإضافة إلى ضرورة المحافظة على نظافتها، والحرص على تمثيلها بأفضل صورة في المحافل والمنافسات التي تُقام على مستوى الدولة نفسها أو بقية الدول أحياناً.


الخاتمة

المدرسة هي بيت الطالب الثاني الذي يجب عليه أن يوليه اهتمامه، ورعايته؛ ففيه تُزرع بذرة معرفته الأولى، وفيه تنمو وتتفتّح، وهو ما يُوجب عليه احترامها واحترام قوانينها وموجوداتها، والسعي إللى تسطير ذكريات مشرقة خلال فترة تواجده فيها.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن نظافة المدرسة، موضوع تعبير عن رحلة مدرسية