المقدمة

دخلت المعلمة إلى الفصل متهللة القسمات، كان يبدو أنّها تحمل خبراً مفرحاً، فأثارنا الفضول لنسألها عن الأمر الذي تخفيه، وبعد إلحاح أخبرتنا بأنّ الإدارة قررت تسيير رحلة مدرسية إلى مدينتي البتراء والعقبة، وما إن أخبرتنا المعلمة بهذا القرار حتى تصاعدت أصواتنا فرحاً به، وأخذنا نحتضن بعضنا البعض من شدّة الحماس، فقد مرّ على طلبنا بتسيير رحلة مدّة طويلة، أمّا الآن فسننطلق جميعنا إلى البيوت لإقناع ذوينا بالموافقة على رحلة العمر هذه.


الانطلاق

بعد أسبوعين قضيناهما في التخطيط والتدبير لأمور الرحلة أنا والصديقات، فهذه ستحضر الشطائر، وتلك ستحضر العصائر، وهذه ستحضر ما سنحتاج إليه من ألعاب، جاء اليوم الموعود، واجتمعت جميع الطالبات المشاركات في الموعد المحدد لركوب الحافلة من أمام المدرسة، صعدنا إلى الحافلة بحقائب أمتعتنا الثقيلة وكل قد أخذ مكانه، فيما بدأت المعلمة بحصر عددنا قبل أن تتحرك الحافلة، سرنا وقد استفتحنا يومنا بدعاء السفر ودعاء الركوب، والحماس هو المسيطر، ثم بدأنا بإنشاد بعض الأناشيد الوطنية الحماسية، وهذه تتناول بعض التسالي، وتلك تصفّق بقوة، وأخرى تنظر من النافذة إلى جمال الأماكن من حولنا.


في البتراء

نزلنا إلى استراحة لتناول طعام الإفطار، والتقطنا بعض الصور فقد كان المكان جميلاً، بعد ذلك عاودنا المسير لمدة ساعتين إضافيتين، فيما أعلنت المعلمة أننا وصلنا المدينة الوردية، تقافزنا من الحافلة بعد أن توقفت واحدة تلو الأخرى، وسرنا في مجموعات منظّمة عبر المركز التجاري في بدايتها، ثم اشترينا بعض المثلجات فقد كان الجوّ حاراً، قبل أن تطأ أقدمنا السيق، وتدهشنا روعته، فذلك الممر الصخري بطبيعته آسر للعقول بألوانه، وأشجاره التي شقّت الصخور، ومشهد السياح والبائعين وعربات الخيول فيه، مشينا كثيراً حتى فوجئنا بمنظر الخزنة المذهل يتماثل أمامنا كأنه سحر.


التقطنا صوراً جميلة إلى جانب الخزنة المزيّنة بالتاج أعلاها، وسرنا متقدّمين نحو ما بقي من آثار هذه المدينة الخالدة، فقضينا أربع ساعات نتفحّص ما فيها من مذبح، ومسرح، ودير وغير ذلك، وفي كل مكان نلتقط الصور، ونستمع إلى المعلومات التي تفيدنا بها المعلمة حول المكان، ونتبادل أطراف الحديث مع السيّاح القادمين إلى هذه المدينة من شتى بقاع العالم، وعند الساعة الثانية ظهراً استقلينا الحافلة وتوجّهنا إلى العقبة (عروس الجنوب).


في العقبة

وصلنا العقبة عروس الجنوب، وكانت زرقة بحرها هي أوّل ما لمحناه خلف الأفق، والسفن والناقلات العملاقة بدت لنا كأنّها مجّسمات ألعاب صغيرة، والشمس الساطعة التي تنعكس على الماء، ونسمات الهواء العليلة التي تراقص أشجار النخيل على الطرقات كل ذلك زاد المكان روعة، وصلنا الشاطئ فبدّلنا ملابسنا ونزلنا بحرص نلهو في البحر، فتارة نتراشق الماء، وتارة نلعب الكرة الطائرة داخله، وتارة نسبح ونسابق بعضنا بعضاً، وما أتذكّره هو أننا فوّتنا وجبة الغداء من شدّة مرحنا بالبحر وأجوائه الجميلة.


الخاتمة

لفتنا منظر غروب الشمس وراء الأفق، وألوانه التي تتداخل بشكل بديع، وفي الخلفية صوت معلماتنا يناديننا لنخرج من الماء على عجل، حتى نتمكّن من العودة إلى أدراجنا في الوقت المناسب، تململنا قليلاً لكن كان لا بدّ لنا من الخروج في النهاية، فالتقطنا صورة تذكارية والغروب من خلفنا، وودعنا المدينة الجميلة، واستقلينا الحافلة عائدين إلى مدينتنا وقد أنهكنا التعب، وتملّكت ذاكرتنا أجمل الذكريات.


للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن رحلة مع أسرتي، موضوع تعبير عن رحلة سياحية