المرأة

أنا لا أقول أنّ هذا المخلوق الرائع في حنانه، والمُدهش في قوّته عند الحاجة هو نصف المجتمع؛ لأنّني أدرك تماماً بأنّه المجتمع كلّه، كيف لا وهي نصفه بكيانها وكينونتها، وهي من تجلب النصف الآخر منه إلى الحياة، وتعدّه وتربيه ليغدو جيلاً صالحاً حاملاً راية الغد! المرأة هي ذلك المخلوق القدير الذي أثبت جدارته عبر التاريخ، وهي مَن قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلّم: (إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيراً، إنَّ اللهَ يُوصِيكُم بالنساءِ خيرًا، فإنهنَّ أمهاتُكم وبناتُكم وخالاتُكم)، وإنّي لأعجب ممّن ينكرون على المرأة حقّها، ويتنكّرون لفضلها، ويتملّصون من إعطائها حقوقها، فهي تستحق كل الخير والسعادة.


دور المراة عبر التاريخ

لطالما أثبتت المرأة نفسها في شتّى الميادين جنباً إلى جنب مع الرجل منذ الأزل، فضربت أجمل الأمثلة في القوة، والإرادة، والحكمة، والبسالة، واستنارة العقل والمعرفة، حتى أنّ سِيَر بعض النساء خُلّدت منذ فجر التاريخ، وستظلّ خالدة طول الزمان، فالمرأة إلى جانب دورها الأسريّ العظيم المتمثّل في كونها أمّاً تتحمّل أوهان الحمل، وأوجاع الولادة الصعبة، وأحمال الأبناء وتربيتهم، وأعباء تنشئتهم بحب، وعطف، ورضا، هي تلك الأخت، والزوجة، والصديقة، والداعم النفسي الذي لا يقوى الرجل على مواجهة الحياة بدونه، وهي المعلّمة، والمربيّة، والطبيبة، والمهندسة الطامحة إلى غد أفضل، فالمرأة هي نسيبة بنت كعب التي شقّت ساحات الحروب لتسعف الجرحى، وتداوي المرضى غير عابئة بما قد يلحق بها من ضرر، وهي خولة بنت الأزور التي امتطت حصانها متلثّمة وشاركت مثلها مثل الرجال بسيفها في المعارك والحروب ببسالة، وهي شجرة الدرّ التي تربّعت على العرش بحكمتها فأنهت الوجود الصليبيّ في البلاد، وهي رفيدة الأسلمّة التي تعتبر أول ممرّضة صرف لها النبيّ عليه الصلاة والسلام أسهم حرب مثلها مثل مَن شاركوا في الحرب من رجال، أمّا على الصعيد العلميّ فهي ماري كوري الفيزيائيّة والكيميائيّة الحاصلة على جائزة نوبل لمرتين تقديراً لها، ولعلمها، وغيرهنّ الكثيرات الكثيرات من النساء المؤثّرات اللواتي طال تأثيرهنّ جميع نواحي الحياة.


دورنا تجاه المرأة

تقف المرأة اليوم مطالبة بحقوقها في عصر وصل فيه التقدّم والحضارة إلى قدر كافٍ ليجنّبها ذلك، لكنّنا وللأسف ما زلنا نشهد ظلم بعض النساء على صعيد فرديّ يتمثّل في تعنيفها، وضربها، وحرمانها من حقوقها كالتعليم، والميراث، والعمل، وتعرّضها للشتم والتنمّر، وعلى صعيد جماعي كالتمييز الجندري القائم على التحيّيز ضد الأشخاص تبعاً لجنسهم، فيما يجب علينا احترام الفتيات والنساء، وتقديرهنّ وتقدير جهودهنّ، والتلطّف عند الحديث معهن، والمحافظة على شعورهنّ لحساسيّتهن، وإفساح المجال لهن لممارسة نشاطاتهن بحريّة دون تضييق، وهو ما دعت إليه الأديان كافّة لا سيما الدين الإسلاميّ السمح.


الخاتمة

على كلّ فرد في هذا العالم أن يقدّس المرأة على ما تقوم به من أدوار عظيمة من شأنها القيام بالمجتمع، والارتقاء به، وتطويره، فالنساء هنّ شقيقات الرجال في رحلة الحياة يقفن معهم جنباً إلى جنب لتحقيق الغاية من الوجود الإنسانيّ على الأرض وهو إعمارها بكلّ الطرق.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الشباب، موضوع تعبير عن النجاح