المقدمة
قالوا قديما إنّ من يبني مدرسة يغلق سجناً، وقد صدقوا بذلك، فلطالما كان ما يتلقاه الفرد من معرفة، وقيم، ومهارات هو السبيل الأمثل لإبعاده عن طرق السوء التي قد تؤدي به إلى الجرائم والسجون، فللمدرسة دور عظيم يصعب حصره في بضعة سطور في بناء الفرد وبناء المجتمع، وقد قال في ذلك الشاعر معروف الرصافي:
أَأَبْنَاءُ الْمُدَارِسِ أَنَّ نَفْسَي
تُؤْمَلُ فِيكُمِ الْأَمَلَ الْكَبِيرَا
فَسَقْيًا لِلْمُدَارِسِ مِنْ رِيَاضٍ
لَنَا قَدْ أَنْبَتَتْ مِنْكُمْ زُهورًا
سَتَكْتَسِبُ الْبِلَادُ بِكُمْ عُلُوَّا
إِذَا وَجَدَتْ لَهَا مِنْكُمْ نَصِيرًا
دور المدرسة القيمي
تتعاضد المدرسة مع البيت في إكساب الطفل مجموعة من القيم والأخلاق الحسنة التي تؤهله ليكون فرداً صالحاً في حياته، فتراه يتشربها رويداً رويداً بما يراه في المعلمين من قدوة في السلوكيات، وبما يتجرّعه بصورة مباشرة أو غير مباشرة في المناهج، فهنا يتدبر آيات كتاب الله وسنة نبيه التي تهذب روحه، وتقوّم سلوكه في مادة التربية الإسلامية، وهنا يذاكر آداب التعامل في مادة التربية الاجتماعية وغيرها، والكثير الكثير.
دور المدرسة الاجتماعي
تلعب المدرسة دوراً كبيراً في التنشئة الاجتماعية للفرد، حيث تكون بيت الطفل الثاني الذي يخرج إليه في السادسة من عمره، فيُترك بها وحده أكثر من ربع يومه، ويُطلب منه تكوين عالمه الخاص بما فيه من علاقات جديدة تربطه بأقرانه، وأساتذته، وهذا يتطلب منه ممارسة العديد من مهاراته الشخصية، سواء كان واعياً لذلك أم لا، لذا تجد الطفل يتفاعل مع من حوله ويتطور قليلاً قليلاً، حتى يصبح تلك الشخصية المستقلة والفريدة مروراً بسنوات دراسته في المراحل الثلاث، وانتهاء بما تستقر عليه هذه الشخصية في آخر سنواته الدراسية، ولا ننسى أن الطالب في هذا المكان ينمي هواياته ويمارسها بحرية، فتراه يلعب الرياضات التي يحب ككرة القدم أو الريشة أو غيرهما، وينضم إلى أفرقة المدرسة ولجناتها، وينافس المدارس الأخرى ليزداد حماساً ورغبة.
دور المدرسة الأكاديمي
تحقق المدرسة الغاية الأساسية التي بُنيت من أجلها، وهي تلقي العلوم كافة، فالمدرسة هي دار التنوير التي يدخلها الفرد جاهلاً خالياً من المعارف والمهارات والعلوم كأنّه صفحة بيضاء، ليبدأ في الارتشاف من جداول العلم التي تقدَّم له فيها على يد معلمين مخلصين صدق من قال فيهم: قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً، فلولا المعلم لما قامت هذه المدارس التي هي أساس تخليصنا من الجهل ومخاطره.
دور المدرسة الوطني
تربي المدارس الطلاب على القيم الوطنية دون أن يشعروا، فتجد ذلك الطالب الذي يقف منتصب القامة يومياً استعداداً لأداء النشيد الوطني، والسلام الملكي -أو ما يماثله-، وتحية العلم، ويحتفل مع أساتذته وأصدقائه التلاميذ بالمناسبات الوطنية مثل يوم الأرض، ويوم العلم، وذكرى بعض المعارك والانتصارات، تجده فرداً ذا انتماء لوطنه، مستعداً لبذل روحه رخيصة فداء الوطن عند الحاجة.
الخاتمة
المدرسة بيت الطالب الثاني الذي يبني فيه شخصيته، ويتلقى فيه معارفه، ويكتسب قيمه ويشكل ملامح شخصيته المستقبلية، مما يعني أنّ على الحكومات الاهتمام بها وتطويرها؛ لأنها ادّخار للمستقبل ليس إلا.
للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن المدرسة، موضوع تعبير عن المعلم