المعلّم

يحتفل العالم أجمع في اليوم الخامس من شهر تشرين الأول بعيد المعلّم، فيقف له الجميع وقفة إجلال واحترام لما يبذله من جهود مضنية، وما يحمله من رسالة عظيمة تتلخّص في تخليص الأفراد من الجهل وظلمته، وإهدائهم العلم ونوره، فالمعلم هو أساس الحضارات التي لولاه لَما قامت ولا بُنيت، وهو ناقل المعرفة الذي به تستمر، وهو مَن كتب فيه الكثير من الشعراء، وكان ممّا قالوا:

يا شمعة في زوايا الصف تأتلق

تنير درب المعالي وهي تحترق

لا أطفأ الله نوراً أنت مصدره

يا صادق الفجر أنت الصبح والفلق

أيا معلّم يا رمز الوفا سلمت

يمين أهل الوفا يا خير من صدقوا


رسالة المعلّم

يحمل المعلّم رسالته في يمينه، وإخلاصه في قلبه فيسير في دروب الجهل والظلام لينيرها، فتراه يكدّ ويجتهد ويستيقظ قبل قطرات الندى ليلحق طابوره الصباحي، ويضرب لتلاميذه مثلاً في الانضباط والالتزام، تتعلّق عيناه بالعلم المرفوع أثناء النشيد الوطني فيتعلّم منه تلاميذته حبّ الوطن، ويدخل الصف فيكون الأب الحاني، والأخ الرفيق، والصديق الوفي، فيقدّم كلّ ما خصّه الله به من علم ومعرفة لتلامذته بهدف إنارة عقولهم، ولا يكتفي بذلك بل يجدّ ويكدح، ويبحث عن كلّ طريقة لتبسيط المسألة حتى يستوعبوها، معلّمنا هو مَن يهتمّ لأمر طلبته فيسعى ليراهم دوماً في أفضل المراتب، فيحفّزهم ويدفعهم، ويشجّعهم دوماً لبذل الطاقات اللازمة للوصول إلى أهدافهم وتحقيقها، وهو مَن يفتح لهم أذرعه ليفتحوا له قلوبهم ويحكوا لهم مشاكلهم، فينصحهم ويقدّم لهم ما يلزمهم من دعم ومشورة، فلله درّه ما أروعه!


في المعلم تنعكس القيم الأخلاقيّة التي نقرأ عنها في الكتب والروايات، ففي حرصه علينا نرى إخلاصه، وفي حنوّه علينا نرى معاني العطف، وفي مواقفه معنا نفهم معنى التسامح، وفي تفانيه في تقديم المعلومة نرى معاني البذل كافّة، وفي نصحه لنا ونقاشاته معنا نعرف معنى الحكمة والاحتواء، فالمعلم الحق يجب أن يكون قدوة لتلميذه بأفعاله قبل أقواله.


واجبنا نحو المعلّم

يستحقّ منّا المعلم كلّ ما هو حسن من قول وفعل جزاء لما يقدّمه لنا، فعلينا أن نحترمه ونقدّره داخل المدرسة وخارجها، ويكون ذلك بالانتظام في الفصل، وعدم مقاطعته في الكلام، والامتثال لأوامره، وعدم رفع أصواتنا فوق صوته، كما يكون تقديره بشكرنا له كلّ فترة لأن للكلمة الحسنة أثر محفّز للنفس والروح، وتقدير المعلّم يكون أيضاً بتقدير جهوده واستشعار أهميّة ما يقدّمه من معرفه بمذاكرتها، وإيلاء المادة التي يدرّسها الأهميّة لئلّا يشعر بأنّ جهده يذهب سدى دون فائدة، كما يكون تقديره أيضاً بحفظ فضله في المستقبل وعدم التنكّر له إن جمعنا القدر في يوم من الأيام، بل على العكس علينا الاحتفاء به حينها، والإقرار بفضله علينا أمام لجميع.


الخاتمة

المعلم هو نبراس البشريّة ورسول العلم الذي يجب أن نقدّره في كل يوم وساعة، لذا يجب علينا احترامه، وحفظ فضله مهما امتدّ بنا وبه الزمان.



للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن العلم والعمل، موضوع تعبير عن تحسين البيئة العلمية والتكنولوجية