اختيار الوجهة
انتهت السنة الدراسية، وجلسنا في اجتماعنا السنويّ العائلي المعتاد لنختار وجهة سفرنا هذه السنة، وكل واحد منّا قد اختار وجهة وكتبها على ورقة صغيرة وطواها مع مجموعة الأوراق اللازمة للقرعة، وعند القيام بالقرعة استقرّ الأمر على أن تكون فرنسا هي وجهتنا لهذا العام، ففرنسا بلد الحضارات المختلفة، والفنون، والعطور، والموضة كما يعرفها الأغلب، ولا شكّ أنّها ستكون رحلة جميلة ومليئة بالجمال والمغامرات.
أحداث الرحلة
ما إن حطّت أقدامنا مطار هذا البلد الجميل حتى شعرنا بالإثارة والحماس يتملكاننا للبدء في الجولة التي اتفقنا عليها، إلا أنّه كان من الضروري الذهاب للفندق لتبديل ثيابنا، وأخذ قسط من الراحة ومن ثمّ الانطلاق، وبالفعل هذا ما حصل فقد استرحنا ثمّ بدأت جولتنا في شوارع مدينة باريس، والتي هي قلب فرنسا النابض بأحيائها المأهولة وشوارعها المليئة بالسيّاح، والمقاهي المتناثرة هنا وهناك، حيث جرّبنا في هذه المقاهي طعم القهوة الفرنسيّة اللذيدة، وحلويات السينابون والماكرون، أمّا في مطاعمها فتذوقنا لحم البورغينيون، والكرواسون، وأنواع مختلفة من الشوربات الغنيّة، وفي أوّل أيام إجازتنا قررنا التوجّه إلى برج إيفل الشهير الذي أخبرنا الدليل أنّه برج صمّمه المعماري غوستاف إيفل لينفّذ على ارتفاع 320 متراً، ويصبح تحفة معمارية يزورها السيّاح من مختلف أنحاء العالم، ليصعدوا طوابقه واحداً تلو الآخر، ويتمتّعوا بإطلالة على باريس ومختلف ضواحيها، ويتناولوا أشهى الأطباق في أحد المطاعم الموجودة على هذا البرج.
أمّا وجهتنا الثانية فكانت لمتحف اللوفر لا بدّ، فكيف لمن يزور فرنسا ألّا يتوجه إلى هذا القصر الملكي القديم الذي يضم في داخله آلاف الأعمال الفنيّة المختلفة!، والتي منها المنحوتات، واللوحات، والأعمال التشكيلية وغيرها، ولوحة الموناليزا الشهيرة الموجودة فيه تشجّع الزائر وحدها على زيارته، لقد كان التجوّل فيه ممتعاً ممّا جعلنا نقضي ساعات طويلة داخله دون أن نشعر، وقد أخبرنا الدليل بأن الاطلاع على كلّ قطعة فيه قد يحتاج من الزائر أسابيع طويلة، فغادرنا المتحف إلى الفندق وقد كان يوماً طويلاً حافلاً بالجمال.
في الصباح الباكر انطلقنا أنا وإخوتي وأمي للتسوّق من المراكز التجارية في شوارع باريس، فهي عاصمة الموضة كما يُقال، وبعدها توجّهنا بناء على رغبة إخوتي إلى مدينة ديزني لاند الشهيرة لنمرح ونلعب في أجمل الألعاب الترفيهية، والتي كان أجملها بالنسبة لي لعبة قراصنة الكاريبي، وفي هذه المدينة زرنا استيدوهات والت ديزني التي تحتوي على شخصيات أفلام هذه الشركة، كما قضينا وقتاً ممتعاً في الحديقة الموجودة فيها ونحن نأكل المثلّجات.
ولأنّ أبي من محبي الرياضات المائية كالسباحة، والتزلّج على الماء، وركوب الأمواج، وأمّي من محبّات الجلسات الشاطئيّة كانت وجهتنا هذه المرّة مدينة سان تروبيه التي تقع على الريفيرا الفرنسية، والتي تُعتبر ملاذاً للمشاهير والفنانين بما توفّره لهم من أجواء ملائمة للترفيه والاسترخاء، أمّا نحن فقضينا أجمل الأوقات فيها.
قبل المغادرة
قبل مغادرتنا وعودتنا إلى أرض الوطن قررنا أن نقضي وقتاً في طبيعة مدينة شامونيه الجبلية الخلّابة، والتي تُعدّ مقصد محبي التخييم، وتسلق الصخور، والتزلّج على الثلج، وفيها شعرنا بالمتعة والإثارة وقد وصلا حدّيهما، فهي منطقة جبلية في قلب جبال الألب، وفي هذه المنطقة كان ختام رحلتنا، ومكان طوينا فيه ذكرياتها الجميلة بعد أن قضينا أمتع الأوقات، واكتسبنا سمرة الصيف الجميلة.
للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن السياحة، موضوع تعبير عن شرم الشيخ