الموضوع الأول

المقدمة

تتوالى الأيام وتنقضي، فلا يشعر الإنسان إلّا بما بقي منها من أثر، فالتعب زائل، والهمّ زائل، والإرهاق زائل لكنّ آثارها جميعها تبقى لتسطّر لنا مجداً في كتاب حياتنا الشخصية، لذا على المرء أن يستغل أيامه بل ساعاته ودقائقه بحسبان وتقدير، فالوقت كنز عليه ألّا يجعله يتسرّب من بين يديه دون أن يحس، ومن الأوقات التي يجب على الطلاب التخطيط لاستثمارها جيداً العطلة الصيفية، فامتدادها لوقت طويل قد يُؤمِّل بعضهم باستغلالها يوماً بعد يوم حتى تنقضي دون أي إنجاز يُذكر.


العطلة الصيفية

يبدأ فصل الصيف البديع فتبزغ شمسه الذهبية المتلألئة في السماء، ويبدو جوّه رائقاً لا تعكّر صفوه غيمة واحدة، فلا يخطر على بال الشخص منا خاطر إلّا وفيه مخطط لرحلة أو سفر، أو تخييم، أو خروج مع الأهل والرفقة، وهذا كلّه جائز وليس عليه اعتراض، بل على العكس؛ إذ إنّ في التسرية عن النفس فائدة تعود على طاقة الإنسان فتجددها، وعلى مزاجه فتحسنه، وعلى إنجازه فتزيده، لكنّ من الضروري أن يضع الإنسان في حسبانه أن تكون كل هذه النشاطات جزءاً من مخطط كبير ومتنوع وضعه هو لنفسه في هذه الإجازة الطويلة، وأنا حين أقول "مخطط" أقصد ألّا يترك الطالب وقته يمضي دون تخطيط وتدبير أولاً، وأن يحدد نوعية النشاطات التي سيمارسها وينوّع فيها ثانياً.


للطالب حق على نفسه في العطلة الصيفية يقتضي أن يخرج منها شخص آخر غير الذي بدأها به، وذلك بتطوير شخصيته وزيادة مهاراته، فكل يوم يمرّ على الإنسان يجب أن يترك فيه شيئاً إيجابياً جديداً، وبصمة لم تكن في شخصيته البارحة، ومن هنا على الطالب وضع خطة قبل بدء العطلة الصيفية يخصص فيها وقتاً لعقله فيغذيه بقراءة الكتب المتنوعة والجديدة في مجال يحبّه أو يشدّه وبذلك يزداد ثقافة وفهماً، كما يجب عليه تعلّم شيء جديد لم يكن يعرف شيئاً عنه، كحرفة يستفيد منها لاحقاً، أو يعرف ماهيتها على الأقل، فما الضير في تعلّم الرسم على الزجاج مثلاً، أو تشكيل الفخار، أو غيرهما؟ كما يمكنه أخذ بعض الدورات المفيدة في مجالات عصرنا الحالي، أو تعلّم لغة جديدة، ومن الجميل جداً أن يكون الإنسان مؤثراً في مجتمعه فيلتحق بإحدى الجمعيات التطوعية ويكون عضواً في المبادرات النافعة، أو أن يقوم ببعض أعمال الصيانة في بيته أو غرفته.


الخاتمة

من الجيد اعتبار العطلة الصيفية حيّزاً لإعادة ما انقطع من علاقات اجتماعية بسبب ضيق الوقت والانشغال فيما مضى، ففيها تكون زيارة الأهل، والخروج مع الأصدقاء، واللهو معهم وممارسة النشاطات الجميلة، على ألّا ينسى الطالب نصيب نفسه من الإفادة، وتطوير الشخصية والذات في هذه الإجازة.


الموضوع الثاني

المقدمة

ها قد انتهت أيّام الدراسة بطولها، وانطوت ساعات السهر، والاختبارات، لا أصدّق أنّني الآن حرٌّ طليق أملك من الوقت مساحة طويلة أستطيع أن أستغلّها بكلّ ما تشتهيه نفسي من نشاطات، وكل ما أرغب في زيارته من أماكن، أخرج من قاعة امتحاني الأخير ممسكاً كتابي هذا وناظراً حولي إلى مشاهد الطلبة المحتفلين بنهاية العام الدراسيّ، وبدء العطلة الصيفيّة التي طال انتظارها، روحي مليئة بالنشاط ترفرف بإيجابية عالية، وتعزم على مخططّ دقيق لاستغلال هذه الفرصة على أتمّ وجه.


كيفية قضاء العطلة الصيفية

بدأ أوّل يوم من أيام عطلتي الصيفية بعد أن دخلتُ متهلل الوجه إلى البيت مسلّماً على أهلي، وفي البال والخاطر أفكار كثيرة لا حصر لها تدور حول كيفية قضاء هذه العطلة، جلست أتناول طعام غدائي شارد الذهن فلاحظت أمي عليّ ذلك وسألتني عن السبب، فأخبرتها بما يجول في خاطري ووجداني، حتى نصحتني بأن أصعد إلى غرفتي وأقوم بكتابة خطّة تتضمّن كل ما أرغب بالقيام به من نشاطات في هذه الشهور الثلاثة، وبالفعل أنهيت تناول وجبتي وصعدتُ إلى غرفتي ممسكاً ورقة وقلماً، وبدأت برسم خطّتي الخاصة مستذكراً نصائح أساتذتي الأفاضل بضرورة استغلال هذه الإجازة بما هو نافع، وفيه تطوير للذات، وتسرية للروح، ونفع للمجتمع، ووصل للصحب والأٌقارب.


بدأت في الكتابة فتوزّعت خطتي ما بين أعمال ضروريّة مؤجلة بداعي الدراسة وضيق الوقت، وكان منها صيانة غرفتي وطلاؤها لإعطائها مظهراً جديداً يبعث فِيَّ الروح الإيجابيّة، بالإضافة إلى إصلاح دراجتي الهوائيّة وبعض معدّات البيت، يتبع ذلك سلسلة من الزيارات الواجب عليّ القيام بها من باب صلة الرحم والمحافظة على علاقات الوئام والمحبّة، فقررّت زيارة جدّي وجدّتي للاطمئنان عليهما وتفقّد أحوالهما، وقضاء أسبوع من إجازتي في بيتهما القاطن في إحدى القرى الريفيّة، فيما أستغل هذا الوقت في التأمّل في الطبيعة أيضاً، والتدبّر في مظاهر إبداع الخالق، وفي ذات السياق خطر لي خاطر بالتنسيق لرحلة تخييم بريّة مع الأصدقاء، نستكشف فيها خفايا الطبيعة، ونعتمد على أنفسنا، ونختبر تجربة النوم في البريّة، ولم أغفل عن ضرورة تنمية معارفي ومهاراتي، والاستعداد للسنة الجديدة بشخصيّة قد زادها الوقت خبرة وفهماً، فوضعت في خطّتي بنداً يقتضي الالتحاق بإحدى دورات البرمجة العصبيّة اللغوية لمساعدتي على التحكّم في انفعالاتي، بالإضافة إلى دورة في إدارة الوقت والتخطيط الاستراتيجي، فيما شدّني حبّي لكتابة الشعر وإلقائه لإيلاء موهبتي هذه جزءاً من الوقت، فقررتُ حضور عدد من الأمسيات الشعرية التي يُقيمها بعض الشعراء المعروفين، وما يتبعها من جلسات حواريّة ونقاشيّة مفيدة.


ولم أنسَ أنّ قراءة الكتب المتنوّعة هي بوابة عبوري إلى مدارك جديدة، وأداة تطويرٍ لمعرفتي وثقافتي، فقرّرت تخصيص وقتٍ يوميٍّ للقراءة أقوم أثناءه بزيارة إحدى المكتبات العامة للاستزادة في العلم والمعرفة بشتّى أنواعهما، ولأنّني جزء من المجتمع ولبنة فيه عليّ أن أضع في اعتباري ضرورة الالتحاق بأحد المراكز المجتمعيّة التي تُعنى بالعمل الخيري والمُجتمعي الفعّال لإفادة أبناء هذا الوطن الغالي.


الخاتمة

قال صلّى الله عليه وسلّم: "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عَن عُمُرِه فيما أفناهُ، وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ، وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ، وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ"، وفي ذلك مسؤولية تقع على عاتقنا في تنظيم أوقاتنا فيما ينفعنا، وما ينفع المجتمع في عطلتنا الصيفية هذه، واستغلالها بكلّ ما هو نافع وفعّال.



للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن القراءة، موضوع تعبير عن الرياضة