المقدمة

قال مصطفى صادق الرافعي يوماً:


نَحْنُ فِي هَذِهِ الْمُدَارِسِ نَسْعَى لِنَبَرَّ الْوَالِدَاتِ والوالدينا وَتَرَانَا أوطانٌنا خَيْرَ قَوْمٍ فَفَلَاَحُ الْأَوْطَانِ فِي أَيْدِيِنَا



هذه أبيات قليلة من نهر من الأشعار التي قيلت في المدرسة وفضلها، فالمدرسة هي بيت الإنسان الثاني الذي له كل الفضل في تعليمه، وتخليصه من الجهل، ففي المدرسة يتعلم الإنسان ألف باء الحياة، والمعاملات مع البشر، بالإضافة إلى تلقيه العلوم المختلفة التي تنوّر عقله وبصيرته، ولأن المدارس إحدى مؤسسات هذه الدولة المهمة علينا أن نحافظ عليها صروحاً تعليمية نظيفة نباهي بها بين البلدان.


أثر الحفاظ على نظافة المدرسة

لهذا الصرح التعليمي العظيم علينا حق، فهي الأم ونحن الأبناء البررة، ومن حقوق المدرسة علينا الحفاظ على نظافتها، قد يبدو الأمر خاصاً بالمدرسة نفسها، لكننا إن فكرنا قليلاً سنجد أن المحافظة على نظافة المدرسة أمر يعود علينا نحن بالمنفعة، كيف لا ونظافة المدرسة تعني بيئة إيجابية محفّزة نستطيع خلالها التعلّم بتركيز وتفاعلية، في جو آمن، ونظيف، وخال من الأمراض! كيف لا وكل الدراسات والأبحاث تشير إلى أنّ وجود الإنسان في بيئة نظيفة، ومرتبة تزيد من فاعليته وقدرته على استقبال المعلومة! لذا فوجود الطالب في بيئة نظيفة وإيجابية تتمثل بالصفوف والساحات النظيفة والخالية من القاذورات، ودورات المياه النظيفة وغيرها يؤثر إيجاباً في أدائه الدراسي وتحصيله.


كيفية المحافظة على نظافة المدرسة

يكفي أن يشعر الإنسان بمسؤوليته تجاه مدرسته، كبيته الثاني ومكان تلقيه المعلومة، وكمؤسسة من مؤسسات المجتمع حتى يستشعر في كل دقيقة أهمية المحافظة على نظافتها، فالطالب إن جعل نظافة هذا الصرح مسؤوليته امتنع عن إلقاء القاذورات بأشكالها في ساحاتها وحدائقها، وفصولها، وامتنع عن إتلاف ممتلكاتها بالكتابة عليها بأقلام الحبر والرصاص، فترى الجدران بيضاء خالية من مظاهر الشغب هذه، وكذلك المقاعد، ومن مظاهر مسؤولية الطالب عن نظافة مدرسته الحفاظ على نظافة دورات المياه فيها، فالإنسان المسلم نظيف أينما حلّ وارتحل بغض النظر إن كان في بيته أو في غيره، وهذا ينطبق على نظافته أثناء استخدام دورات المياه، فما أجمل أن يكون الإنسان حريصاً على نظافة مدرسته بقدر حرصه على نظافة بيته، لذا سيكون من الجميل المشاركة في تنظيف المدرسة بشكل دوري مثلاً، بالإضافة إلى طرح المبادرات التي تهدف إلى تجميلها بشتى الطرق، مثل طلاء جدرانها وتزيينها باللوحات، وتشجير حدائقها، وغيرها من المبادرات الأخرى، فما تضعه من جهد ستجده وتلمحه في تحصيلك نتيجته.


الخاتمة

مدرستك هي بيتك الثاني، وهي البيئة التي سينعكس أثرها، وأثر نظافتها عليك سلباً أو إيجاباً، فإن كنت تريد أن تحيا بصحة بعيداً عن الآفات والأمراض، وتريد أن تتمتع بدافعية عالية للدراسة والتحصيل، فعليك أن تحافظ على نظافة مدرستك، وتشارك في المبادرات التي من شأنها أن تجمّلها وتجعلها في مقدمة المؤسسات دوماً.


للمزيد من مواضيع التعبير: موضوع تعبير عن المدرسة، موضوع تعبير عن نظافة الحي