الموضوع الأول

المقدمة

لطالما عشت عمري كلّه هنا في الريف، منذ ولادتي وحتى بلوغي الثانية عشرة سنة من عمري، وأنا أحب هذا المكان بكل ما فيه، فقد ولدت فيه، وتنفستُ هواءه النقي، ولعبت وركضت أنا وأصحابي في حقوله الجميلة، والآن يطرق عليَّ أبي باب غرفتي ويخبرني بأننا سنرحل الأسبوع المقبل إلى المدينة؛ لنكون قريبين من جامعة أختي إسراء التي قُبلت في إحدى الجامعات هناك، مشاعري الآن مختلطة، لا أعرف هل أفرح لأنني سأرى المدينة التي سمعت عنها كثيراً لأول مرة، أم احزن لأنني سأترك ريفي الجميل.


المدينة والريف

خرجت من البيت إلى الحقل الذي اعتدت الذهاب إليه وأنا حزين، وجلست تحت شجرة التفاح المفضلة لدي، وقد بدا الحزن على ملامحي، فسمعت صوتاً قريباً يقول لي: ما بالك يا باسم، تبدو حزيناً اليوم؟ فنظرتُ حولي فإذا بها شجرة التفاح الجميلة، فأجبتها: سأفارقكِ يا شجرتي الحبيبة، بل سأفارق الريف كله وأرحل إلى المدينة.

قالت الشجرة: إنّه خبر مؤسف يا باسم، لقد اعتدت على جلوسك بالقرب مني كل يوم، وإهدائك شيئاً من ثماري اللذيذة أنت وأصحابك.

فقلتُ وقد نزلت مني دمعة: وأنا أيضاً أيتها الشجرة الكريمة، سأشتاق لك، ولسنابل القمح الصفراء حولك، وإلى فراشات الحقل وعصافيره، فهم يقولون أنّ ضوضاء المدينة، وكثرة السيارات في شوارعها ترعب الطيور والفراشات ويجعلها تهرب منها، فقلما يراها الإنسان هناك.

قالت الشجرة الحزينة: نعم اعلم ذلك، حتى إنّ سماء المدينة لا تبدو صافية ونقية مثل سماء الريف، فدخان السيارات والمصانع يلوّثها للأسف.

-يا لتعاستي، كما إن الناس يعيشون فيها في بيوت متلاصقة، وقد لا تتوفر في جميع البيوت الحدائق، وأنا لا أستطيع العيش دون اللعب في الحقل، ورؤية النباتات.



الموضوع الثاني

المقدمة

تختلف حياة الريف عن حياة المدينة بعدة جوانب، فبالرغم من أنّ المدينة تُعتبر أكثر تحضراً، إلّا أنّ الريف يُعتبر مكاناً مريحاً وهادئاً، ويختلف المكانان في الخصائص، وطبيعة العيش، وعدد السكان، ونوعية الوظائف فيهما، ومع ذلك فإنّ لكل مكان منهما جماله، وإيجابياته التي تميّزه عن غيره من الأماكن.


الريف

يتميّز الريف بالهدوء والراحة، والهواء النظيف، والمناظر الخلابة، وأراضيه الخضراء، وخلوّه من الإزعاج والضوضاء والتلوّث، كما يمتاز بعدد سكانه القليل، والذين يعيشون في بيوت متشابهة وغير مرتفعة على الأغلب، وتربطهم روابط اجتماعية قويّة، وتتعدد الوظائف في الريف لكنّها لا تتنوّع كثيراً، وتعتبر الزراعة من أشهرها، فيعتمد الناس على الزراعة بشكل أساسي، بالإضافة إلى تربية الأبقار والأغنام، ومن سلبيات الحياة في الريف عدم توفر المرافق العامة بكثرة، مثل المستشفيات، والمواصلات العامة، ووسائل الترفيه، مثل مراكز التسوّق الكبيرة، والسينما، ومدن الألعاب وغيرها، كما يفتقر الريف إلى وجود مدارس مختلفة، كمدارس الفنون وما إلى ذلك، وقلة توافر الجامعات الزاخرة بالتخصصات المختلفة، ممّا يجعل السكان يهاجرون إلى المدينة لمتابعة تعليمهم في معظم الأحيان.

-هذا صحيح، لكن أتدري يا باسم، المدينة أيضاً جميلة كما أسمع، ففيها الأسواق، والمدن الترفيهية، والمطاعم، والفنادق التي نفتقر إليها هنا.

-هذا صحيح، هكذا قال لي صديقي سليم الذي يعيش هناك.

-كما إنّ فيها العديد من المدارس والجامعات الجميلة، والمباني الضخمة، والحدائق التي يمكن أن تقضي وقتك فيها.

-نعم نعم، وحدائق الحيوانات أيضاً، ويقولون انّ المواصلات فيها سهلة وميسّرة.

-أجل يا عزيزي فلا تحزن، فالريف جميل، والمدينة جميلة أيضاً، وكل واحدة منهما لها ميزاتها، ستكون هذه تجربة جميلة عليك أن تستمتع بها.

-لكنني حزين لفراقكم، لقد اعتدت عليكم.

-لا تحزن يا باسم؛ فنحن هنا دوماً بانتظار زياراتك.


الخاتمة

ودّعت الشجرة واحتضنتها، وعدت إلى المنزل والابتسامة تعلو وجهي؛ فالأسبوع القادم سيكون يوماً جميلاً سأتعرف فيه على المدينة وكل ما فيها، وأكون العديد من الصداقات، فكما أحببت الريف سأحبّ المدينة، ولن أنسى أنّ كليهما جزء من وطني الغالي.


المدينة

تتّصف المدينة بكثافة السكان من مختلف الأجناس، والثقافات، والعادات، وكِبر المساحة، وتنوع أشكال المباني وارتفاعها، بالإضافة إلى تعدّد الوظائف وتنوّعها بشكل أكبر ممّا هو في الريف، مثل التجارة والصناعة، كما تمتاز بتوفّر المرافق العامة، مثل المستشفيات، ومختلف المواصلات العامة، مثل السيارات، والباصات، والقطارات، وتوفّر العديد من وسائل الترفيه، مثل مراكز التسوّق الكبيرة، والسينما، بالإضافة إلى تنوّع المدارس وحداثتها، والجامعات الزاخرة بالتخصصات المتنوّعة، وتوافر الأساليب التكنولوجيّة الحديثة في شتى القطاعات، إلّا أنّ من سلبيات الحياة في المدينة كثرة الازدحام، والتلوث الناتج من عوادم السيارات والشاحنات، والمصانع وغيرها، وهو ما يمكن أن يتسبب بالعديد من الأمراض التنفسيّة وما إلى ذلك، كما تُعدّ البطالة واحدة من المشاكل الموجودة في المدينة، بالإضافة إلى ضعف العلاقات الاجتماعية مقارنة بالريف بسبب انشغال الأفراد.


الخاتمة

يجد البعض حياة المدينة المتحضرة هي الخيار المناسب لهم، فيما يجد البعض الآخر أن حياة الريف الهادئة والمريحة هي الأفضل، لذلك يختار الناس العيش في الريف أو المدينة حسب ظروف حياتهم وتفضيلاتهم من خلال معرفة مميزات وعيوب كِلا المكانين، وكلاهما جميل.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الريف، تعبير وصف جمال الطبيعة في الريف