المقدمة

قال الشعراء القدماء والمحدثون الكثير من الأبيات الشعرية في وصف الشهامة، ومنهم من قال:


شَهَامَةُ الطَّبْعِ قَادَتْنِي إِلَى الْأدَبِ وَعِزَّةَ النَّفْسِ رَقَّتْنِي إِلَى الرُّتَبِ وَسَاعَدَتْنِي يَدُ الرَّحْمَنِ بِالْخَلْقِ ال عَالَي الْجَمِيلَ فَفِيهُ فُزْتُ بِالْأَرَبِ



فمنذ قديم الزمن إن أراد العرب أن يصفوا شخصاً بوصف كريم، أو أن يمدحوه كانوا أول ما يتغنوا به شهامته، فالشهامة هي عزة النفس، والكرامة، وكل ما يقوم به الإنسان من أعمال كريمة تجلب له الذكر الحسن، وللشهامة صور عديدة فهي غير محصورة بموقف أو خلق معيّن، وهي طبع يكتسبه الإنسان من والديه، وأهله، والمحيطين به إن أراد، ويكون ذلك باتّباع الأخلاق الحسنة، وتقليد الجيد منها.


صور الشهامة

الشهامة كما ذكرنا موجودة عند العرب منذ القدم، وقبل مجيء الإسلام، لكنّ الإسلام جاء فوضّحها وأخبر الناس بأنّها من الأعمال المحمودة التي يؤجر عليها المرء، فقد كان أهل قريش قديماً يطعمون من يأتي من عرب القبائل الأخرى لحج البيت ويسقونهم، كما كانوا يجيرون الملهوف في بيوتهم، ويكرمون الضيف، ويدافعون عن النساء، فهذه كلّها من صور الشهامة قديماً، أمّا حديثاً فالشهامة في اتّباع الأخلاق الحسنة، ومساعدة الناس الآخرين إن استطعنا، والشهامة أن يعيش الإنسان لغيره وليس لنفسه فقط، فلا يكون أنانياً، وأن يدافع عن الضعفاء، ويقول كلمة الحق بشجاعة ودون خوف، كما أنّ الشهامة تعني حماية المحتاج إلى الحماية، وإكرام الضيف، والترفع عن كل ما هو دنيء، فالشهم لا يقبل على نفسه السرقة، أو الرشوة، أو الرزق الحرام، كما أنّه إنسان كريم على نفسه، وأهله، وضيوفه مما رزقه الله، كما أنّ الشهامة تتطلب من الشخص الابتعاد عن الكذب مهما كلّفه الأمر، وعدم الحقد وإيذاء الآخرين، وذلك لأن الشخص الشهم شجاع وهذه الصفات السابقة تعاكس الشجاعة، والإنسان الشهم يتميّز بالحياء، فهو يستحي من الله، ومن نفسه فيبتعد عن فعل كل ما هو سيئ


اكتساب طبع الشهامة

الشهامة صفة يستطيع الإنسان اكتسابها، فإن كبر وكان الله قد رزقه بوالدين فيهما هذا الطبع تعلمه منهما، بما يراه أمامه من مواقف، فالأم والأب هما القدوة الأولى لأولادهما، أمّا إن لم يكونا كذلك فيستطيع الإنسان اكتساب كل خلق جميل يراه في الحياة من حوله، فإن رأى من يكرم الضيف أكرم هو ضيوفه، وإن رأى من يساعد الناس ساعدهم هو وهكذا حتى تجتمع به الأخلاق الكريمة والشهامة، كما أن مطالعة قصص الأنبياء والصحابة تكسب الإنسان هذا الطبع، بالإضافة إلى مصاحبة الأصدقاء الصالحين الذين يتميزون بهذا الطبع.


الخاتمة

الشهامة طبع جميل يعني التحلي بالأخلاق الحسنة، ومساعدة الناس وغيرها من الأمور التي على الإنسان أن يكتسبها ويحرص عليها، ثم يبتغي فيها وجه الله تعالى والأجر والثواب.


للمزيد من المواضيع: تعبير عن الإيثار، تعبير عن الصدق