القراءة

كان (إقرأ) هو أول أمر جاء في القرآن للحضّ على أهميّة القراءة، لأنّ القراءة هي الخطوة الأولى نحو مستقبل الإنسان، فالطّفل في صغره يبدأ بتهجئة الحروف وتركيبها ليكوّن كلمة تحمله للتمكن من قراءة صفحة فيما بعد ثمّ كتاب، وتمكّنه من بدء أولى خطواته العلميّة والعمليّة، وهو ما تقوله الحكمة الصينيّة: (الكتاب نافذة نتطلّع من خلالها على العالم)، ففي القراءة حياة.


فوائد القراءة

القراءة هي مفتاح النجاح في الحياة، فمن خلالها تتمّ تغذية العقل، وبها يتمكّن الإنسان من التعرّف على أسرار الدّنيا والاطِّلاع على الثقافات الأخرى، ومن فوائدها العديدة والكثيرة أنّها أداة التّحصيل العلمي، ومن خلال المداومة عليها بشكلٍ منتظم ومستمر تتولّد الأفكار الإبداعيّة الخلاقة، والتي من شأنها أن تفيد الفرد والمجتمع على حدٍ سواء، كما أنّ القراءة هي رياضة العقل والذِّهن، وهي السبيل إلى صفاء القلب ونقائه، ومن خلال القراءة يستطيع الإنسان أن يكوّن فكرة عن الاتجاه الذي سيسلكه مستقبلاً، والسّعي إلى تنمية مهاراته في هذا الاتجاه، وتذليل العقبات التي يمكن أن تواجهه، وتنظيم أفكاره بشكلٍ علمي ومدروس.


ومن شأن القراءة أن تنمّي اللغة، وتزيد القدرة على الفهم والإدراك بشكلٍ واعٍ وسليم، إضافةً إلى توسيع آفاق القارئ وخياله، وزيادة قدرته على إدارة الحوارات والنقاشات، وتدعيمها بالحجج والأدلة العلميّة والعمليّة، ومن الفوائد الأخرى العظيمة للقراءة هي اكتساب العادات الصحيحة في الحياة ومعاملة الآخرين، والرّقي بالنّفس والأخلاق، ففي القراءة سمو ورفعة وتحضّر، وأثر القراءة على النفس والأخلاق لا يزول أبداً، يقول الشّاعر العربي المتنبّي: "إنّ خير جليسٍ في الزّمان كتاب".


اكتساب مهارة القراءة

تبدأ مرحلة التشجيع على القراءة منذ الطّفولة المبكرة، من خلال قراءة الوالدين القصص لأطفالهما في كل وقت، وبهذا يتعلّم الطفل بأنّ من داخل الكتاب تولد الحكايات، ويزرع في أعماقه بأنّ الكتاب كنز يحمل الكثير من الحكايات، وينمو هذا الشعور ويكبر داخله حتّى يتعلّم القراءة، فيسرع إلى تلك القصص ويطالعها بنفسه، ممّا يولّد لديه رغبة في الاطلاع على المزيد، وهكذا يعتاد على المطالعة والقراءة بشكلٍ مستمرّ وأساسي، ويتعلّم بأنّ الكتاب ضروري كضرورة الماء والغذاء والهواء.


كما يجب توجيه الشّباب نحو استغلال أوقات فراغهم في القراءة والمطالعة التي ستكون عوناً لهم في كلّ وقت، بدل تضييع الوقت في اللهو والألعاب الإلكترونيّة المنتشرة بكثرة، ويجب على الدّول بأن يكون لها موقفاً في تشجيع العودة للقراءة من خلال إقامة المعارض، والندوات التي تحثّ على أهميّة الكتب، وإقامة المسابقات الإبداعيّة في الكتابة والتأليف، فكل تلك الأمور من شأنها أن تنشئ جيلاً واعياَ ومثقّفاَ ومبدعاَ يخدم نفسه ومجتمعه كثيراً.


الخاتمة

القراءة هي أساس التقدّم والتطوّر والازدهار، فلولا البحث الدائم والمستمر اللذان أساسهما القراءة لما وصل البشر لكل هذا التطوّر، وعلى ذلك فإنّ خير استثمار قد يقدّمه الإنسان لنفسه وبلده هو القراءة الواعية، والموجّهة التي تعود عليه وعلى وطنه بكل خير.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن المطالعة، تعبير عن الكتاب