الموضوع الأول

المقدمة

طلبت مني أمي يوماً أن أنزل إلى المخزن الموجود في الطابق السفلي في بيتنا؛ لأضع بعض الحاجيات هناك، وبينما أنا أرتبها فيه وجدت صندوقاً خشبياً كبيراً فاقتربت منه، وإذا هو مليء بالكتب القديمة، نفضتُ ما عليه من غبار وفتحت واحداً منها، فكان يتحدّث عن الفضاء، والنجوم، والأقمار، لقد بدا ممتعاً لدرجة أنّه سرقني من نفسي دون أن أشعر، فلم أجد إلّا وأبي خلفي جاء ليطمئن علي، ويعرف سبب تأخيري في المخزن.


الكتب عالم آخر

قال أبي: لقد قلقنا عليك يا باسل، أتعلم أنك غائب في المخزن منذ ساعة!

قلت: ساعة! يا إلهي لم أشعر بهذا الوقت.

-نظر أبي إلى الكتاب في يدي وقال: طبعاً، فهذه الكتب الجميلة تسرق الإنسان من نفسه، ما رأيك في هذا الكتاب؟

-إنه جميل جداً يا ولدي، لقد قرأت فيه معلومات أعرفها لأول مرة في حياتي، ولكن ماذا عن الكتب الأخرى، ولمن هي أصلاً؟

-هذه الكتب كانت لجدك رحمه الله، قرأتها ووضعت ما أردته منها في المكتبة في الأعلى، واحتفظت بالباقي منها هنا، وهي كتب تتحدث عن شتى مجالات الحياة، فمنها ما يتحدّث عن الدين، ومنها ما يتحدث عن اللغة، ومنها ما يتحدث عن التاريخ وشخصياته، ومنها ما يتحدث عن علم النفس، والكثير الكثير من المواضيع الأخرى.

-الآن عرفت من أين لك كل هذه المعلومات التي تتحدث بها في كل جلسة لك مع العائلة أو الأصدقاء.

-ابتسم أبي وقال: بالطبع يا بني، فالكتاب يزيد من ثقافة الإنسان، ويثري معرفته، ويقوي لغته أيضاً، فهو خير معلم وخير صديق.


الخاتمة

صعدنا أنا وأبي إلى البيت، وقد حملنا الصندوق معنا بعد أن اتفقنا على قراءة كتاب منه ومناقشته كل أسبوع.



الموضوع الثاني

المقدمة

الكتاب هو ملخص الكون في عدّة صفحاتٍ، وهو جامع كل أسرار الحياة، والكتاب هو المعجزة الخالدة في خاتمة الأديان، الكتاب هو تذكرة السفر إلى كل البلاد ملخصةً في عدّة سطورٍ، وهو أوفى صديقٍ وخير جليسٍ في كل زمانٍ ومكان، يقول الجاحظ في الكتاب:


أوفى صديقٍ إن خلوت كتابي ألهو به إن خانني أصحابي لا مُفشيًا سرًا إذا أودعته وأفوز منه بحكمةٍ وصواب



في الكتاب

اصطحبني أبي يومًا إلى المكتبة العامة، دخلنا وطلب مني أن اختار كتابًا لأقرأه، واختار هو كتابًا لنفسه، وعندما اخترت كتابي وكان عبارة عن قصّةٍ تتحدّث عن أحد أبطال التاريخ، قادني إلى زاويةٍ تحتوي على طاولةً وكرسيين، وطلب مني الجلوس والقراءة بهدوءٍ حتّى لا أزعج القرّاء الآخرين المنهمكين في القراءة، جلست بصمتٍ وأنا أقلب صفحات الكتاب صفحةً تلو الأخرى، حتّى غرقت في الأحداث، ولم أدرك كم مرّ من وقتٍ، رفعت رأسي ورأيت والدي قد انتهى من قراءة كتابه، وجلس يتابعني باهتمامٍ وسرور، وعندما انتهيت، قال لي: هيا بنا يا بني نعيد الكتب إلى أماكنها.

عندما خرجنا، سألني: ما رأيك في هذه الزيارة؟

أجبت: لم أتوقع يا أبي أن تأخذني أحداث القصّة وتسافر بي إلى الزّمن الذي وقعت به أحداثها.


ابتسم أبي وقال: هذا ما أردت أن أوصله لك يا بني، في كلّ كتابٍ تقرأه ستجد شعورًا مختلفًا، فمنه تتعلّم، ومنه تسافر حول العالم، ومنه تصقل شخصيتك، وتهذّب نفسك، فيتحوّل الكتاب مع الأيّام إلى خير صديقٍ، دعني أخبرك أمرًا يا صغيري، الكتب التي بين أيدينا هي حصاد تجارب الآخرين في الحياة، والعلوم المختلفة، فقد دوّنوا فيها استنتاجاتهم وما توصلوا إليه من نجاحاتٍ، وبها ترجموا أحلامهم فتحوّلت إلى قصصٍ وروايات، ومنها وصلت إلينا الأحداث التي وقعت في التاريخ الماضي، وبها سنسرد أحداث يومنا ليقرأها الناس مستقبلاً، فالكتاب يا صغيري هو صلة الوصل بين الأزمنة والعصور، ومن خلاله تشابكت العقول، وتنافست لتصل بنا إلى كلّ هذا التقدّم الذي تراه حولك، الكتاب يا صغيري هو الحياة، فقد كان الإنسان القديم يحاول الكتابة على حجرٍ، مستخدمًا الرموز، والرسوم عوضًا عن الحروف التي لم تكتشف بعد في ذلك الوقت، ومنها بدأت المحاولات، فاخترعت الحروف، وتعددت اللغات، وانتشرت طرق مختلفة للكتابة، وكان من المهم اختراع الورقة والقلم، ولتسهيل العمل تمّ السعي لاختراع أدوات الطباعة المختلفة، فأنا أوصيك يا بني بأن تتخذ الكتاب صديقًا لتتعلّم منه، حتّى يكون لديك القدرة لتعلّم فيما بعد عندما تكبر. ثم تابعنا مسيرنا نحو البيت، وقد علقت كلمات أبي في عقلي، وأحداث الكتاب الذي قرأته في مخيلتي، وقررت بأن أصادق الكتاب.


الخاتمة

وكما أوصى الأب ابنه، فإننا نتعلّم بأنّ الكتاب هو النافذة التي تطلُّ على مستقبلٍ مشرقٍ، والكتاب هو الذي يصقل الروح فتكون خاتمة صفحاته ميلاد إنسانٍ سوي، فالبيت الذي لا يوجد به كتاب، كالجسد الميت لا روح فيه، إذًا نتعلّم من هذا الأمر بأنّ الكتاب هو الحياة.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير قصير عن القراءة، تعبير قصير عن طلب العلم