الموضوع الأول

المقدمة

استيقظنا باكراً على رنة هاتف أبي، فإذا به عمي سلمان يريد أن يدعونا لزفاف ابنه طارق الأسبوع المقبل، وبما أنّ عمي سليمان يعيش في القرية منذ زمن، فإن عاداتهم تختلف قليلاً عن عاداتنا في المدينة، ومن هذه العادات أن يحضر أقارب العريس إلى منزل عمي قبل الزفاف بأسبوع للتحضير لحفل الزفاف الذي يقام أياماً طوال، وليس يوماً واحداً فقط كأغلب أعراس المدينة.


الوصول للقرية

أعددنا أمتعتنا وحاجياتنا، وانطلقتنا باكراً في رحلة امتدت لأربع ساعات تقريباً في لحافلة، وما إن وصلنا القرية حتى كان عمي سلمان وجدي وأولاد عمي بانتظارنا، رحبوا بنا، وجلسنا معهم قليلاً، ثمّ استأذنّاهم لأخذ قسط من الراحة، وقد كان عمي قد أعدّ لنا ملحقاً صغيراً يتكوّن من غرفتين وتوابعهما لننزل فيه هذا الأسبوع، دخلت إلى الغرفة المخصصة لي وفتحت النافذة لأجدد هواءها، فإذا بالطبيعة الساحرة تظهر أمامي وكأنها لوحة فنية، فقد كانت هذه النافذة تطل على حقل واسع جداً من سنابل القمح الخضراء التي تتمايل مع الرياح، وحولها بعض أشجار التفاح، وعلى الجانب الآخر نمت نباتات عبّاد الشمس بورودها الصفراء الجميلة، وزقزقة العصافير المختبئة في الشجر يحلّي الأجواء، والشمس ساطعة تحلّي السماء، وبعض السحب المترامية هنا وهناك، وقفتُ لساعة كاملة أتأمل المكان دون أحس.


طُرق الباب، فإذا بها أمل ابنة عمي تسلّم علي، فدعوتها للجلوس وتحدّثنا طويلاً، ثمّ أخبرتني أنها ذاهبة إلى مكان وجود الأبقار لحلبها، وسألتني إن كنت أريد مرافقتها، فأجبتها بالموافقة فوراً، وانطلقنا إلى هناك، فإذا بمجموعة من الأبقار والأغنام الجميلة، والدجاج والديكة إلى جانبها، وكلب بني يحرسها جميعها، اقتربنا من البقرة وأخذت أمل تحلبها بمهارة، وأنا أنظر إليها مستمتعة بهذا كله، وما إن انتهينا حتى نادتنا زوجة عمي لتناول الإفطار الذي أعدّته جميعه من خيرات الأرض، فهذا الحليب طازج، وهذا بيض من دجاجات الحقل، وهنا مربى التفاح، وهذه الزبدة البلدية أيضاً، وهذا خبز مخبوز بدقيق الأرض، وقد كان أشهى فطوراً تناولته بحياتي.


قضينا أياماً طويلة هناك نستمتع بطبيعة القرية الساحرة، وبنقاء هوائها، وجمال حيواناتها، وطيبة ناسها وكرمهم، نستيقظ باكراً ونسهر حتى آخر ساعات الليل، حتى حان موعد الزفاف الذي كان جميلاً جداً هو أيضاً، شاهدنا فيه الرقصات التقليدية، وغنّت فيه النساء الأغاني التراثية، كما ذُبحت فيه الذبائح وأقيمت الولائم، ثمّ زُفّ العروسان إلى بيتهما المستقبلي.


الخاتمة

في صباح اليوم التالي، ودّعنا جدي وعمي وأولاد عمي، وشكرناهم على حسن ضيافتهم، ووعدناهم بزيارة قريبة، فيما احتضنتني أمل وأهدتني حجراً صغيراً من حجارة الجدول المجاور لبيتهم، وقد كتبت عليه اسمي واسمها كتذكار.



الموضوع الثاني

المقدمة

يعيشُ أغلب سكّان العالم في مجتمعاتٍ متنوعةٍ، إمّا في القريةِ، والتي تسمّى أيضًا بالرّيف، وإمّا في المدينةِ، وفي القرية يجد الإنسان مظاهر الخضرة، والطبيعة، من أشجار، وأعشاب، وجداول، وحيوانات منتشرة هنا وهناك، ويرى السماء صافية، والهواء عليل لا يلوّثه دخان السيارات، كما يرى الناس بهيئتهم البسيطة التي تحمل الجمال كلّه، وفي القرى تنتشر الطرق الترابية أكثر من تلك الإسفلتية، وحولها تتراقص الأزهار الملونة التي تزيّنها النحلات والفراشات، وفيها يُمارس الناس أبسط المهن.


صفات القرية وأهلها

وكم جميل أنّ نستيقظ باكرًا على صوت زقزقة العصافير المغرّدة، وصياح الديك حيث يعلن بداية يوم جديدٍ، وتكون أشعّة الشمس الذهبيّة قد بدأت بالانتشار، ونسمات الهواء العليل المنعش تداعب أغصان الأشجار في كلّ فصول السنة، وأصوات أهل القرية وهم يلقون تحيّة الصباح على كلّ من يصادفونه، وهم في طريقهم إلى العمل في حقولهم، هذا هو الجو العام في القرية، أمّا أهل القرية، فقد منحتهم الطبيعة صفاتها الطيبة الجميلة.


يتميّز أهل القرية بصفاتٍ عديدة، منها الطيبة، والكرم والجود، وبمحبة بعضهم البعض، وتضامنهم في قريتهم؛ إذ يساندون بعضهم في الأفراح والأحزان، وفي جميع المناسبات، ويعمل غالبيّة أهل القرية بالزراعة، حيث يجتمعون في مواسم الحصاد، وقطاف الزيتون، والقمح، على صوت الأهازيج، والأغنيات القرويّة الجميلة، والرقصات الشعبيّة، وحلقات الدبكة الجماعيّة في الهواء الطلق، كما يتميّز القرويون بإكرامهم للضّيوف، حيث يستقبلونهم بكلّ ترحابٍ، وبشاشة، خاصّة الضيوف الغرباء، في حين يعمل البعض منهم في رعي قطعان الماشية، وفي بعض الحرف اليدويّة بأياديهم الماهرة، كصناعة السِلال، والأطباق من القشّ، وصناعة الأواني الفخاريّة والزجاجيّة، بالإضافة للصّناعات الغذائيّة من منتجات الحليب، كصناعة اللّبَن، والجبن، والسّمن، والزبدة، كما يشتهرون بخبز التّنور، وتجفيف الفاكهة في مواسمها لحفظها للشّتاء، كتجفيف التين، والمشمش، والزبيب، والمربّيات التي تشتهر فيها النّساء القرويّات، بالإضافة إلى فنون الحياكة، والتطريز، كما يعمل سكّان القرى السّاحليّة في صيد الأسماك، واستخراج الإسفنج، واللؤلؤ، وصناعة شباك الصيد.


الخاتمة

ما أجمل الحياة في القرية، حيث يجد الإنسان فيها أوقاتًا من الراحة، والهدوء، والسّكينة، فيقضيها بعيدًا عن ضوضاء المدينة وتلوّثها، والازدحام المروريّ الخانق، والحياة السريعة المتعبة من غلاء المعيشة في المدن، وفي الحقيقة فإنّ القرية هي رئة المدينة، ومتنفسها الآمن، والهادئ، والجميل.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن وصف الحقول، تعبير عن الحيوانات