الموضوع الأول

المقدمة

يصادف اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول في التوقيت الهجري، وفي مثل هذا اليوم العظيم وُلد هادي البشرية، وأعظم من جاء إلى الدنيا، ومن له كل الفضل علينا باتباع دين الإسلام، والدراية بتعاليمه، اليوم هو مولد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وملائكته وسلموا تسليماً، آخر المرسلين ونور الأنبياء المبعوثين، فيا رب احشرنا معه أجمعين.


يوم الميلاد النبوي الشريف

أجلس في البيت أشاهد التلفاز الذي يعرض منذ الصباح الابتهالات الدينية، والموشحات التي تتغنى بالرسول الكريم، فاليوم هو يوم عطلة رسمي في بلدي احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، وهو أقل ما يمكن أن نفعله لرسول كريمٍ تحمّل كل مصاعب الدعوة، ومشاقها في سبيل أن يوصل لنا هذه الديانة الجليلة، وبينما أنا جالس على حالي دخل أبي إلى البيت يحمل طبقاً من الحلوى الشهية التي تسمى "المشبّك"، وهي حلوى مخصصة يصنعها أصحاب محلات الحلويات بشكلها الملوّن البهي في يوم المولد النبوي الشريف، فيشتري منها الناس كمية توزّع على العائلة، والأهل والأحبة.


دخل أبي يحمل طبقاً من المشبك فتناولت قطعة وصليت على الرسول الكريم وأكلتها بشهية، ثمّ طلب مني أن أنزل معه فهو يريد الذهاب إلى مكان ما، وفي السيارة تبيّن لي أنّه قد اشترى حصصاً كثيرة من هذا النوع من الحلوى، وأرفقها ببطاقات مكتوب عليها (وُلِدَ الهُـدى فَالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الزَمانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ)، وانطلق وأنا معه لنوزعها في الأحياء، وندخل البهجة لقلوب الناس، ونطلب منهم إحياء ذكراه بالصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم.


وبينما نحن كذلك قال أبي: أتدري ما يحزنني يا آسر؟

قلت: ماذا يحزنك يا أبي؟

-أنّ معظم الناس تتذكر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم، فتحتفل بالمولد النبوي، وتوزع الحلوى لكنّها تنسى إحياء ذكراه، وسننه باقي أيام العام.

-معك حق يا والدي، بالرغم من أن إحياء سننه المهجورة، وقراءة سيرته أفضل بكثير من الاحتفال بمولده يوماً واحداً.

-أحسنت يا بني، ما رأيك أن نذهب الآن إلى المكتبة المركزية الموجودة في وسط البلد، ونشتري مجموعة من كتب السيرة النبوية التي تعرض حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسننه المهجورة، ونوزّعها مع هذه الحلوى؟

-فكرة رائعة يا والدي فهي أشدّ إفادة، كما أنّها تعدّ صدقة جارية نؤجر عليها كلما اتّبع أحد سنة من سنن النبي المُختار.

-أنت فتى نبيه يا آسر، هيّا بنا.


الخاتمة

توجّهنا للمكتبة واشترينا عشرين كتاباً في سيرة الرسول وسنته، وأخذنا نوزعها إلى جانب الحلوى، فتضاعفت فرحة الناس بها، ووعدونا جميعاً بقراءتها والاستفادة منها، وأنا كذلك وعدت أبي بقراءة الكتاب، وإحياء سنة مهجورة منه كل حين.


الموضوع الثاني

المقدمة

في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأوّل من عام الفيل كان ميلاد سيد الكون والخلق أجمعين في مكّة المكرمة، ففي هذا اليوم ولد سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم يتيم الأب، فقد توفي عنه والده عبد الله بن عبد المطّلب وهو ما يزال جنيناً في رحم أمه آمنة بنت وهب، والتي توفيت هي الأخرى وهو في السادسة من عمره، فتكفّله جدّه عبد المطلب، وبعدها عمّه أبو طالب.


يوم المولد النبوي الشريف

يحتفي العالم الإسلامي بيوم المولد النبوي الشريف بطريقتهم الخاصة، وذلك من خلال استذكار مناقب وصفات النبي صلى الله عليه وسلّم، فسيّد المرسلين هو الذي حمل رسالة الإسلام بسماحتها ليهدي الأمّة، ويمسح آثار الجهل والتخلّف، وينبذ الشرك بالله والكفر، ويرمز ميلاد سيد الخلق إلى بدايةٍ عهدٍ جديد، وذلك من خلال التمهيد لنزول رسالة الإسلام الخالدة، والتي ختم الله من خلالها الرسالات، وكان محمد صلّى الله عليه وسلّم حامل هذه الرسالة هو خاتم الأنبياء، فقد حمل الدّعوة الخالدة التي تفضي إلى توحيد الله عزّ وجل دون غيره، وتدعو إلى وجوب أداء العبادات جميعها، والالتزام بأركان الإسلام جميعها.


وتتجلّى مظاهر الاحتفاء بهذا اليوم من خلال إحياء سنّة النبي عليه السّلام، والإكثار من الصّلاة عليه، فيما يقوم الناس في بعض الدول الإسلاميّة بطهو الطعام، وتوزيعه على الفقراء والمساكين، إضافةً لحضور حلقات الذكر، وتوزيع الصدقات والحلوى، كما يُعتبر هذا اليوم يوم عطلةٍ رسميّة في العديد من الدول الإسلاميّة، وتعظم سيرة النبي صلّى الله عليه وسلّم في قلوب المسلمين، ففي قصيدة للشاعر أحمد شوقي في ذكرى المولد النبوي الشريف يقول فيها:


وُلِدَ الهُـدى فَالكائِناتُ ضِياءُ

وَفَـمُ الزَمانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الروحُ وَالمَلَأُ المَلائِكُ حَولَهُ

لِلديـنِ وَالدُنيا بِهِ بُشَراءُ

وَالعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي

وَالـمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَديـقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا

بِالتُرجُـمانِ شَـذِيَّةٌ غنّاءُ


الخاتمة

يوم المولد النبوي الشريف هو يوم ميلاد البُشرى التي أخرجتنا من عمق الظلمات والجهل، إلى عوالم النور والهداية، فميلاد سيد المرسلين وحامل الرسالة الأمين، وما تعرّض له من مشقّة في سبيل نشر هذه الرسالة، يجعلنا نذكره في كل وقت، ونصلي عليه في كل حين، عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الرسول، تعبير عن الهجرة السرية