المقدمة

قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وزينا السماء الدنيا بمصابيح)، وذلك ما يراه الإنسان بنفسه عند النظر في جوف الليل إلى الأعلى، حيث تزيين هذه السماء الواسعة ملايين الملايين من النجوم المختلفة بأشكالها، وأحجامها، وألوانها، وما لا يعرفه البعض أن النجوم مختلفة بأعمارها أيضاً، إذ إن النجوم كما الإنسان تولد وتموت، ولذلك فإن لكل نجم مرحلة حياة يموت بعدها، وينتهي ليولد غيره ويأخذ مكانه في هذه السماء العظيمة؛ لتظل مزينة من فوقنا كحبل من الأنوار لا ينطفئ.


النجوم الملونة

عدما أحزن، وأحتاج للجلوس وحدي أصعد إلى سطح بيتنا العالي، حيث أشعر هناك بأنني أقرب إلى السماء، وما فيها من نجوم وقمر، هناك أجد الراحة، فأجلس وأحدث النجوم والقمر عمّا يحزنني، وأشعر بأنها تسمعني وتخفف عني، فتصبح أكثر لمعة وتلألؤاً، وانا عندما أنظر للنجوم أنسى نفسي، حيث أنام على أرض السطح، وأعلق نظري وحواسي كلّها بهذا المنظر البديع الذي جعله الله كأنه لوحة تُسلّي الإنسان، أنظر إلى ألوان النجوم الرائعة، وأحاول أن أربط بينها بخطوط لأشكل فيها رسومات عديدة، فهنا أرسم دباً، وهناك قطعة من الحلوى، وهنا أرى كرسياً، يا لها من تسلية!.


ثم آخذ بعدّها، رغم أنني أعلم أنها لا تُعدّ ولا تحصى، فمجرتنا مليئة بملاين، بل مليارات النجوم، ثم آخذ بتخيّل حجمها، وأفكر بقدر المسافة الكبيرة التي تفصلنا عنها لتجعلها تبدو صغيرة بهذا الشكل، رغم أنّ نجماً واحداً قد يفوق حجم المدينة التي أسكن فيها -كما درسنا في مادة العلوم-، وبينما أنا كذلك أرى إحدى النجمات وقد ابتسمت لي: فأبتسم لها أنا أيضاً وأسألها: ترى لماذا لا تظهرن صباحاً يا نجماتي الحلوات؟، فتقول: لا بل نحن هنا في أماكننا ليل نهار، لكن نور الشمس الساطع الذي يخلق الصباح يغطي نورنا، فالشمس هي أكبر نجم في مجرتكم، لذا نبدأ بالظهور عندما تغيب الشمس الجميلة ويبدأ الظلام، وقالت: انظر انظر يا ساري، أترى كيف نتواجد على شكل مجموعات مع بعضنا البعض؟ فهنا مجموعة الدب الأكبر، وهنا مجموعة بنات نعش، وهنا مجموعة الدب الأصغر وغيرنا من المجموعات، فأبتسم وأنا أتعرف عليها وأكمل عدّ النجوم.


الخاتمة

وبينما أنا كذلك يمر شهاب سريعٌ جداً برتقالي اللون، بالكاد استطعت أن ألمحه، فأضع يدي على قلبي وأتمنى أمنية، حيث قالت لي جدتي مرة قبل أن تتوفى أن أمنية من يرى شهاباً تتحقق إن تمناها بعد أن يضع يده على قلبه، وأبتسم لطيف جدتي، وتبتسم معي النجمات، وأعود إلى البيت وقد زال حزني مثلما كل مرة بعد أن ساعدتني على ذلك صديقاتي النجمات.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن البحر، تعبير عن وصف منظر طبيعي في الشتاء