أحب فصل الصيف كثيراً، ففيه نخرج في نزهة جميلة مع العائلة والأصدقاء، وفيه نذهب إلى المسابح، ونملأ البرك الخاصة بنا، ونمرح بالمياه دون الخوف من المرض، وإنّ مما أحبه أيضاً غسل سيارة أبي، وسقي المزروعات والأزهار في هذا الفصل، إنه فصل المرح!.


تبذير الماء آفة

طلب مني أبي أن أتجه إلى الكراج لأغسل سيارته، فأنا أحب هذه المهمة جداً، وبالفعل أخذت ما أحتاج إليه من خرطوم مياه، وصابون وانطلقت إلى هناك، وقد دعوت بسام، وصالح ابنا عمي ليشاركاني هذه المهمة لنلهو معاً، وأثناء غسلنا للسيارة كنا نلهو بالماء المنطلق بقوة من خرطوم المياه، فتارة نرشُّ بعضنا البعض فيه، وتارة نرفعه للسماء لنرى قوس قزح، وتارة نرش به المزروعات، وفجأة توقف ضخ الماء.


نظرنا إلى حنفية الماء، فوجدنا جدي وافقاً هناك وقد أغلق الصنبور، وأشار إلينا بالحضور إلى حيث يجلس، فذهبنا إليه، وقال بعد أن ألقى التحية علينا: أراكم تسرفون في استخدام الماء يا أبنائي، وإنّ في ذلك علينا وعلى جميع سكان الوطن ضرر كبير.

فقلت: لا بأس من القليل من اللهو واللعب بالماء يا جدي، فهذا لن يؤثر على الوطن.

فقال جدي: هذا ليس صحيحاً يا علي، تخيل فقط لو أن كلّ إنسان في هذا الوطن سيلهو بنفس الطريقة التي تلهو بها بالماء، ظناً منه بأنه لن يؤثر على مصلحة الوطن، ألن يضر ذلك الجميع؟

قلت وقد احمر وجهي خجلاً: معك حق يا جدي، لكننا كنا نغسل سيارة أبي.

فقال جدي: جازاكم الله خيراً يا أبنائي، ولكن الماء ثروة عظيمة علينا أن نوفّر بها في كل استخداماتنا لها، وقد كان بإمكانكم غسل السيارة باستخدام دلو من الماء لا الخرطوم، إذ سيوفر هذا الكثير.

فقال بسام: معك حق يا جدي، فالماء هو أساس الحياة على الأرض، ومنه وفيه تعيش كافة الكائنات الحية.

هذا صحيح يا أبنائي، فقد قال الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي).

قال صالح: كيف نسينا ذلك يا أصحاب! علينا أن نوفر في الماء، أثناء شربنا، واستحمامنا، وريّنا للمزروعات، وفي كل سلوكاتنا اليومية، لأننا لن نستطيع العيش من دونها إن اختفت يوماً.


الخاتمة

لا بدّ لكل واحد منّا أن يحافظ على الماء وكأنه مسؤول عن المحافظة عليه في هذا الكوكب، لأنّ الماء الصالح للشرب يتناقص رويداً رويداً، فإن اختفى كيف لنا أن نعيش؟ ومن هنا علينا جميعاً أن نوفر في استخدام الماء، وندعو بعضنا لذلك.