الموضوع الأول

المقدمة

كبرت أختي نور بسرعة وأصبحت عروساً على وشك الزواج، فبعد غد هو يوم زفافها على خطيبها أحمد، مشاعرنا في البيت مختلطة، فهي مشاعر فرح لها لأنّها ستتزوج وتكوّن عائلة جميلة، ومشاعر حزن على فراقها وبعدها عننا بعد أن اعتدنا على وجودها بيننا، ها هي تعدّ هي وأمي حقائبها التي ستأخذها إلى بيت زوجها، فيما نجلس أنا وإخوتي وجدتي عائشة نراقبها والدموع في عيوننا.


تربية الأبناء

بعد أن انتهت نور من إعداد حقائبها جاء أحمد وجلسنا جلستنا العائلية المعتادة، فطلبت جدتي من أختي وخطيبها المجيء والجلوس إلى جانبها، وامسكت يدها، وأخذت توصيها في بيتها وزوجها، وتحثّها على طاعته فيما لا يغضب الله تعالى، ثمّ أخذت تقول: أمّا أبناؤك يا ابنتي فقد سرتِ على الطريق الصحيح في تربيتهم منذ أن اخترت أحمد هذا الرجل الصالح الذي يخاف الله ليكون زوجاً لك، وأباً لهم، فحسن اختيار الزوج سينعكس في المستقبل على تربية الأبناء، ثمّ إن تربيتهم تحتاج من الأم والأب صبراً عظيماً، ومسؤولية كبيرة، وحباً أكبر، فهم أمانة على الإنسان أن يحسن التعامل معها، فلا يدللهم أكثر من اللازم فيفسدهم، ويصنع منهم شباباً فاسداً لا يعرف معنى المسؤولية ولا خدمة وطنه، ولا يقسو عليهم فيفقد حبّهم واحترامهم له، وفي وسط هذا كلّه عليه أن يربيهم تربية صالحة، يراعى فيها حدود الله، ويحرص على أن يتحرى أبناؤه الحلال والحرام، فإن أصابوا أبناؤه يثني عليهم ويمدحهم فإن ذلك يقوي من شخصياتهم، وإن أخطؤوا يصوّب أخطاءهم وينصحهم بود ولين.


كما يجب على المربي أن يراعي الله فيهم، فيختار لهم الأسماء الحسنة، ويعدل بينهم فلا يفرق بينهم لأنّ ذلك يسبب الحقد والغيرة، وأن يكونوا أساس أولوياته، فلا يفضّل عمله عليهم ويحرمهم من بعض الوقت معه يقضونه في اللعب، والحديث، وعليكما يا أبنائي أن تستمعا إلى مشاكلهم وتحلوها بحكمة وذكاء؛ لكي لا تسمحوا لأحد غيركم بالتدخل فيها، والأبناء يا ابنتي يتعلّمون أكثر الأشياء والأخلاق مما يرونه من والديهم أمامهم في الحياة الواقعية، فعليكما أن تكونا لهما قدوة حسنة يتعلمون منها كل ما هو حسن، كالصدق، والإيثار، ومساعدة الغير، والقناعة، والرضا، وعدم الأنانية كما أنّ تعاملكما مع بعضكما أنت وزوجك سيكون نموذجاً لتعاملهم مع بعضهم البعض ومع الناس أيضاً، لذا فليكن تعاملكما مبنياً على الود والاحترام والنقاش، بعيداً عن المشاكل والنزاعات.


الخاتمة

شكرت أختي نور وخطيبها أحمد جدتي الحكيمة على نصائحها القيمة، ووعداها أن يتبعاها؛ فهي نعم النصائح التي يمكن أن يربي عليها الآباء الأبناء.



الموضوع الثاني

المقدمة

من نعم الله تعالى على الإنسان أن مكّنه من الإنجاب والتكاثر، ليكون ما ينجبه من أبناء امتداداً له في الحياة، فينجب البنين والبنات، ويربيهم على الفضائل الحميدة التي تعينهم طوال حياتهم، فيكونون العكاز الذي يستند عليه في شيخوخته، ومن هنا يأتي دور التربية السليمة لإنبات الذريّة الصالحة، فكن لابنك معلِّماً في صغره، وصديقاً عند كبره.



تربية الأبناء

تربية الأبناء تربية صحيحة يُشبه زراعة البذرة التي تُغرس في الأرض حتّى تنمو وتكبر، وتصبح شجرةً تعطي أزكى الثمر، وهو ما يوجب علينا العناية بها منذ لحظة زراعتها، فنسقيها بانتظام، ونُبعد عنها ما يضرّها حتى تكبر وتبدأ بالعطاء، وهذا هو حال تربية الأبناء، فالتربية ليست مهمّة يسيرة أو عشوائيّة، فهي تعني غرس كل المبادئء والقيم النّبيلة في أعماق الطفل بشتّى الطرق، لتنمو داخله وتترسّخ، وتكون عوناً له في غده ومستقبله.


تبدأ التربية السليمة بمراقبة الوالدين لسلوكيّاتهم أمام صغارهم، فكلّ طفلٍ يقوم بتقليد والديه في كلّ التصرفات، والتربية هي المرآة التي تعكس تصرّف الآباء أمام الأبناء، ولهذا يجب الحرص الدائم على التصرّف برويّة وحكمة، واحترام، وانتقاء الكلمات المناسبة التي يجب أن تُقال في كل وقت، وبعدها يأتي الدور الأهم في غرس الثقة والمسؤوليّة في أعماق الأطفال، والابتعاد عن المبالغة في التدليل وتلبية كلّ مطالبهم، لأنّ هذا التصرّف يُعلمهم الأنانية واللامبالاة، وهنا يجب التصرّف بحكمة، وتعليم الصّغار بأنّهم لن يصلوا لمطالبهم إلّا بعد تلبية ما يُطلب منهم، كمذاكرة دروسهم على أكمل وجه، أو القيام بمعاونتهم في إتمام بعض الأعمال وهكذا، فهذا التصرّف يزرع الحماسة في قلوب الأطفال، ويعلّمهم المسؤوليّة، وإنجاز ما يُطلب منهم على أكمل وجه يدعم ثقتهم بأنفسهم، وعلى الوالدين ان يدركوا دائماً بأنّ الأطفال أمانة في أعناقهم، وأنّهم امتداد آبائهم، فإن أحسن الآباء تربيتهم، واتقوا الله فيهم سيكونون العكّذاز الذي سيتّكئون عليه في شيخوختم، فالنبتة الطّيبة تطرح أفضل الثّمار، والتربية الصالحة التي تُبنى على الحب والفضيلة، تخلق الابن البار بوالديه.


الخاتمة

الأبناء هم زينة الحياة الدّنيا، وهم أمل اليوم والغد، وكل طفلٍ يولد على الفطرة كالكتاب الناصع الأبيض، والآباء هم من يكتبون مقدّمة هذا الكتاب من خلال الأسس المتينة، والفضائل الحميدة التي ينشأ عليها الصغار، ليكملوا هم خطّ صفحات كتبهم بحروفٍ زاهية، إن أتقن الآباء صياغة المقدّمة.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الأسرة، تعبير عن مخاطر تخلي الأسرة عن واجبها في تربية أبنائها