المقدمة

يقول الشاعر:

في أُسْرَتي ألْقَى الأمانْ

ألْقَى المَحَبَّةَ والْحَنانْ

ماما لَنا رمزُ العَطاءْ

في قَلْبِها نَبعُ الوَفاءْ

بابا التَّفاني في الْعَمَلْ

أَحْلامُهُ تَهبُ الأَمَلْ


في هذه الأبيات الجميلة يختصر الشاعر دور العائلة تجاه الفرد، حيث يقوم كل فرد فيها بدور لا يسد مكانه أحد، فالأم هي رمز الحنان والعطاء والوفاء، والأب هو رمز الحماية والأمان، أمّا الأخوة والأخوات فهم جيش الإنسان الذي يحميه دائماً من كل سوء، وهذه الأدوار في الأسرة تحقق للإنسان الشعور بالاستقرار، والأمان، والثقة، وبدونها يدخل الإنسان في مخاطر ومتاهات عديدة لا يستطيع الخلاص منها.


دور الأسرة تجاه الفرد

يحتاج كل فرد من أفراد الأسرة أن يشعر بالحب، والدعم، وأن يكون لديه ثقة بأنّ أفراد أسرته سيظلون إلى جانبه مهما وقع في مشكلات أو ارتكب من أخطاء، حيث يكون ذلك بنصرته ومساعدته في أمره إن كان على حق، وفي إخراجه من مآزقه بحكمة، ونصحه، وتقويمه إن كان على باطل، ويجب أن يشارك أفراد الأسرة بعضهم البعض مشاعر الحزن، والفرح، والفخر، والنجاح وغيرها، فيكونون كجسد واحد لا ينفصل عن بعضه البعض، وأن تكون هي الحضن الدافئ الذي يلجأ إليه الإنسان من العالم الخارجي في كل أوقاته، وأن يكون المكان الهادئ الذي يتطور فيه وينمو.


مخاطر تخلي الأسرة عن واجبها تجاه الفرد

الأسرة هي العمود الذي يحمل سقف البيت فوق الفرد البيت كما ذكرنا، وطوق النجاة بالنسبة لكل شخص فيها، ولك أن تتخيل ما يمكن أن يحدث إن تخلّت الأسرة عن دورها في احتضان فرد من أفرادها، وإشعاره بالأمان، وقد يحدث هذا كثيراً للأسف، فترى الكثير من الآفات التي تظهر في المجتمع، ومظاهر التشرد، والتفكك الأسري، فالأسرة هي مصدر الدعم النفسي لكل شخص فيها، والذي لا يعوضه أي أحد إن نقص.


فالأب الذي هو ربّ البيت إن لم يجد الحب والدعم، والاحترام اللازم من شريكة حياته وأبنائه، أو تقدير مجهوده الذي يبذله في الخارج من أجلهم فستقل رغبته في العمل وتحصيل الرزق، وقد يترك العمل في بعض الأحيان مما يودي بالأسرة إلى الفقر والانهيار، أو قد يتعمد أن يغيب عن هذه الأسرة التي لا يشعر فيها بالتقدير وقتاً طويلاً متعمداً، أمّا الأم التي هي شمعة البيت إن لم تشعر بتقدير زوجها، واحترام ما تقدّمه من عطاء له ولأبنائه طوال اليوم، فستذبل قليلاً قليلاً حتى تنطفئ، وسيفقد البيت بريقه، وسيظهر ذلك على الزوج والأبناء، حيث يكون البيت كئيباً لا روح فيه ولا حياة، وهو ما يسبب الملل ويؤدي بالزوج والأبناء إلى مغادرته في كل فرصة ممكنة.


أمّا إن تخلى الأب والأم عن دورهم تجاه الأبناء، فأهملت الأم في تربيتهم وأداء ما يحتاجونه من ملبس، ومأكل ومشرب، وانشغلت بزياراتها الاجتماعية مثلاً، أو بوظيفتها أو بغير ذلك، وأهمل الأب ضرورة تواجده في هذه الأسرة لوقت كاف، يجلس فيه مع أبنائه ويحاورهم، ويتناول مشاكلهم ويحلّها، فيما يحيط هو والأم الأبناء بمشاعر الحماية والحب والأمان، فسيتّجه الأبناء إلى خارج هذا البيت للبحث عنها، وإشغال وقت فراغهم، فترى الشباب يرتادون الشوارع، ويصاحبون رفقاء السوء الذين يلعبون دور المرشد بالنسبة لهم فيدمرونهم، وترى البنات وقد وقعت في فخ الحبّ المزيف تعويضاً لنقص الأم وحنان الأب، فتظهر الآفات في المجتمع، ويحدث التفكك الأسري.


الخاتمة

العائلة هي المظلة التي تحمي الفرد من رياح المشكلات المجتمعية، فعلى كل فرد فيها أن يقوم بواجبه للمحافظة عليها وعلى استقرارها الذي هو أساس استقرار الفرد نفسه.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن تربية الأبناء، تعبير عن الأسرة