المقدمة

قال الشاعر في حب البلاد يوماً:

بلادي أحبّك فوقَ الظُّنون وأشدو بحبّك في كلِّ نادي

عشقتُ لأجلكِ كلَّ جميلٍ وهمتُ لأجلكِ في كلِّ وادي


حب الأوطان ليس اختياراً بل هو شيء فطري خلقه الله تعالى مع الإنسان، وهو حب ينبع من قلب الشخص كما ينبع حبه لأمه، فالوطن هو الحضن الأوفى، الذي يجمعنا جميعا في كل حالاتنا، وطوال حياتنا.


حب الوطن

يعجز الشعراء والأدباء عن وصف حب الوطن، فحب الوطن هو أمر عظيم لا يمكن لحروف اللغة كلها وصفه، هو حب يُزرع في قلب الطفل منذ أول خطوة يمشيها في طرق الوطن، ومع أول شعاع شمس يتسلل إلى قلبه، ومع أول نسمة هواء تلامس خده، ومع أول قطرة ماء تدخل جسده حين يشربها، فالوطن هو كل هذه الأشياء مجتمعة، وهو شيء عظيم لا يستطيع الإنسان أن يفرّط به، أو أن يكرهه مهما قست عليه الظروف، ودليلي على ذلك تمسكنا بأوطانا رغم ما يحدث في بعضها من حروب، ودمار، ومشكلات.


حب الوطن يعني أشياء كثيرة، فهو ليس مجرد أقوال وأشعار نعبر بها عن هذا الحب، فحب الوطن يحتاج رجالاً ونساء أقوياء قادرين على الدفاع عنه في كل الأوقات، فكما يقدّم لنا الوطن الكثير الكثير منذ ولدنا من الأمان، والحماية، والخيرات، علينا أن نرد له هذا الجميل، ونكافئه بأن نكون له سياجاً منيعاً يحميه من أي أحد يحاول أن يتطاول عليه، أو أن يعتدي عليه، فالوطن كما علمني أبي وجدي يساوي أرواحنا جميعاً، ويستحق أن نفديه بأعمارنا إن تطلّب الأمر ذلك.


الدفاع عن الوطن

يكون الدفاع عن الوطن بعدم السماح للأعداء بالتطاول عليه، وأن نكون شعباً واحداً متماسكاً كما السد المنيع في وجه كل من يحاول أن يمس هذه الأرض الطاهرة بالسوء، وأن نريه أننا على استعداد لتقديم أرواحنا فداء هذا الوطن إن حاول الاقتراب منه بشر، فالإنسان بلا وطنه فقير ولو ملك مال العالم كله، وبوطنه غني ولو لم يملك قرشاً.


الخاتمة

ليس أغلى من الوطن على أرواحنا، ففيه ولدنا وفيه كبرنا، ومن خيراته أكلنا وشربنا، وفي دروبه لعبنا وتعلّمنا، لذا علمنا أجدادنا وآباؤنا أن الوطن يفتدى بالروح إن لزم الأمر، وهو ما سنعلمه لأبنائنا في المستقبل إن شاء الله، فمكان الوطن في القلب والروح دوماً.


للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن حب الوطن، تعبير عن فضل الوطن