مقدمة

قال الشاعر يوماً:


ولي وطن آليت ألّا أبيعه وألّا أرى غيري له الدهر مالكاً عهدتُ به شرخُ الشبابِ ونعمة كنعمةِ قومٍ أصبحوا في ظلالِكا



صدق الشاعر في قوله، فالوطن كنز ثمين، لا يملكه إلّا من كان صافي النفس، وشعر بقيمته، ومن لا يملك الوطن هو فقير حتى لو امتلك مال الأرض جميعاً، فالوطن ثروة معنوية تجعل الإنسان مكتفياً يفيض عزاً وكرامة بانتمائه إليه، وهو النطفة التي خُلق منها الإنسان، والأم الثانية التي احتضنته، فكيف لنا أن نعدد أفضالك علينا يا وطني؟



فضل الوطن

الوطن كما سلف هو أساس وجود الإنسان، وكيانه، فهو يمنحنا ذواتنا حين يمنحنا جنسيته منذ أول يوم نتنفس فيه هواءه، وفيه ننمو يوماً بعد يوم، ونكبر وتكبر أحلامنا وآمالنا، فنرتاد مدارسه ونتعلم على يد أبنائه، ونأكل من خيراته، ونشرب من مائه، ونمرح مع الصحب على رباه، ونسرّح أحلامنا صوراً مع الغيوم في سمائه، كل ذلك قد لا يبدو كثيراً إلّا إن سألنا عنه من سُلب وطنه، وسلب أحلامه وآماله فيه، إن سألته ستفهم كيف يصحو الإنسان فلا يستطيع استنشاق رائحة وطنه البكر، النقية غير الملوثة بنَفس غاصب محتل، وكيف أنه يحتاج إلى تأشيرة دخول صعبة المنال إن هو أراد الانتقال من مدينة إلى أخرى، في الوقت الذي ننعم فيه نحن بالتنقل بين المدن بحرية تامة كعصفور طليق.


للوطن علينا أفضال كثيرة منها احتواؤه لنا، فحضنه الدافئ الذي يشبه برائحته حضن الأم، والذي نجده مفتوحاً في كل مرة نعود إليه من الغربة فيها كفيل بأن يلملم جراحنا، ويمسح أحزاننا، ويرجعنا إلى عهد الطفولة من جديد، في وطني ننعم بالأمن والأمان، والسلام والاستقرار فما أجملها من نعم قد نغفل عنها أحياناً لكننا نعلم مدى أهميتها وسط ما نشهده من أهوال تحدث في دول العالم المجاورة وغير المجاورة، في وطني تقدّم لنا الفرص بتكافؤ للتعلم، والتجريب، والعلاج، والعمل وهو ما يشعرنا أننا أبناء هذا الوطن فعلاً، يطبطب علينا بيديه الكريمتين ويبني لنا بهما جسوراً نتطلع من خلالها إلى مستقبل مشرق وغديّ.


ولا ننسى أننا محاطون بسياج الوطن الحامي حتى في غربتنا، فعن طريق سفارات الوطن المنتشرة في كل مكان يشعر الفرد منّا أنّه في مأمن محاط بأبناء وطنه المستعدّين لحمايته من أي خطر، ومساعدته عند وقوعه في أي مأزق، فهو محاط بإخوته قبل أن يكون محاطاً بجنود الوطن، وللوطن أفضال عديدة لن يتّسع لذكرها المقام، لكنّها تقر في القلب فترفع من قدره في نفوسنا.


الخاتمة

لا تستطيع السطور أن تطوي أفضال أوطاننا علينا، فهي كثيرة لا تُعدّ ولا تحصى، وهو ما يوجب علينا حماية أوطاننا هذه، وفدائها بأرواحنا ودمانا، فليس بعد الوطن عزّ، وليس دونه كرامة، فيارب احفظ لنا أوطاننا وأدم عليها الخير.


للمزيد من المواضيع: موضوع تعبير عن الوطن، موضوع تعبير عن واجبنا نحو الوطن