المقدمة

قال الشاعر يوماً:

فلسطين روحي وريحانتي فلسطين يا جنة المنعم

أما آن للظلم أن ينجلي ويجلو الظلام عن المسلم

ونحيا بعز على أرضنا ونبني منارًا إلى الأنجم


هي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، إنها أرض الشهادة والفداء، أرض الشهداء الأنقياء، أرض المسجد الأقصى وقبة الصخرة الشريفة، وأرض الطهر والعفاف، إنها فلسطين الحبيبة التي نما حبها في قلوبنا منذ ولدنا، وما زال يكبر معنا حتى اليوم، فكيف لنا أن نتوقف عن حبها!.


حب فلسطين

قال الله تعالى في كتابه الشريف: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، فقد بارك الله تعالى أرض فلسطين الحبيبة منذ فجر التاريخ عندما جعلها أرضاً للإسراء والمعراج، وجعل ترابها شاهداً على رحلة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء، ومن هنا جاء حبنا لفلسطين أولاً، أما ثانياً وثالثاً ورابعاً وعاشراً فمن جمال أرضها الطيبة التي لا ينبت فيها إلّا كل ما هو طيب، ومن كرم شعبها الجبار الذي قارب المائة عام على مقاومة الاحتلال اليهودي الغاشم دون كلل أو ملل، ففي كل بيت أو حارة في فلسطين تستطيع أن تشعر بأنك في بيتك وحارتك، وبين أهلك وصحبك، وأنا أقول كلامي هذا وقد جربت ذلك كثيراً، فكانت أجمل زياراتي إلى هناك.


نحبّ فلسطين لأنها أرض الأديان المتسامحة، وأرض الأنبياء، وأرض السلام، ففي فلسطين تسمع صوت المساجد، وتدق الكنائس، يهرع هنالك الناس إلى بيوت الله لعبادته متآخين متحابين، وافقين صفاً واحداً في وجه عدو واحد هو الاحتلال، فتجد صغيرهم قبل كبيرهم قد استعد للتضحية بروحه، وبذلها رخيصة في سبيل الوطن والتراب، ذلك التراب الذي تنمو فيه أشجار الزيتون الشامخة، والعنب الطيبة، والتين الشهية، على ذلك التراب استشهد آلاف الشباب فرووه بدمائهم الطاهرة، فطارت أرواحهم في سماء فلسطين وكأنها حمامات بيضاء ترفرف عالياً، وتنادي بأن هذا الشعب صامد إلى الأبد.


الخاتمة

كيف لا نحب فلسطين، وقد دعتنا إلى حبها جميع الديانات؟، كيف لا نحبها ومن أرضها وشعبها تعلمنا معنى الوفاء، والتضحية، والكفاح من أجل إعلاء كلمة الله تعالى ونصرة الحق! كيف لا نحبها وهي أرض الأنبياء، ومكان رحلة الإسراء والمعراج، هي فلسطين التي تضم المسجد الأقصى، ومسجد قبة الصخرة، وكنيستي المهد والقيامة! وغيرها الكثير الكثير من المعالم الدينية الأخرى التي تزيدنا بها حباً.