المقدمة

اليوم هو عرس ابن عمي سعيد، وقد لبسنا ملابسنا وانطلقنا إلى قاعة العرس لأتفاجأ بأن أمي ليست هي الوحيدة التي ارتدت الثوب الفلسطيني المطرّز بأزهى الألوان، فجدتي، وزوجة عمي، وعمتي، وابنة خالتي وبقية النساء ارتدينه أيضاً فبدين كزهرات ملونة شديدة الروعة في بستان جميل، وفي نهاية الحفل التقطتُ لهنّ صورة بهذه الأثواب وعلّقتها على أحد الجدران عندنا في المنزل.


التراث الفلسطيني

الحفاظ على تراثنا الفسطيني هو ما دعا كل هذه النساء لارتداء زيّنا التراثي التقليدي الجميل في هذه المناسبة، بل في أغلب المناسبات العائلية والوطنية، فالثوب ليس مجرّد زي جميل نرتديه بل هو جزء مهم وأساسي من تراثنا الغالي الذي لا نفرّط فيه تحت أي ظرف من الظروف، ولمن يسأل عن معنى التراث الفلسطيني أقول: إنّه الأرض والهوية الفلسطينية التي نفتخر بها، وهو كل ما وصل إلينا، وتوارثناه من أجدادنا سواء كان حاجات مادية مثل الزي التقليدي والكوفية، أو مأكولات فلسطينية عُرفنا بها مثل المسخّن، والمفتول، والمقلوبة وغيرها، أو تراث فكري مثل الحكم، والأقوال، والأمثال وغيرها.


أهمية التراث

والتراث الفلسطيني مهم بقدر ما هي الأرض الفلسطينية مهمة بالنسبة لنا، فمن يحافظ على أرضه يجب أن يحافظ على تراثه، لذا نحفظ أمثال الأجداد، وطريقة كلامهم، ونلبس الأثواب والكوفيات في المناسبات الغالية على قلوبنا، ونفتخر بمأكولاتنا اللذيذة التي يُعد زيت الزيتون وقمح فلسطين جزءاً منها، ونحن كشباب وفتية علينا أن نتمسّك بهذا التراث، وألّا نسمح للغاصب المحتل بانتحاله، ونسبته إلى نفسه كما نرى اليوم، بل علينا أن نظلّ له جنوداً محافظين عليه أبد الدهر، ومن تراثنا أيضاً تلك الأغاني التراثية الجميلة التي كان يغنيها الأجداد في المناسبات، وعند وقت الحصاد، وعند وقت البذر وما أجملها من أغان لا تحتوي فيها على كلام بذيء أو غير مهذب.


ومن تراثنا الفلسطيني الذي يعبّر عن شخصيّتنا تلك المباني والأسواق الشامخة التي يلمح فيها الناظر شخصية الإنسان الفلسطيني، ويشتم رائحة التاريخ من خلاله، وأجمل هذه الأبنية المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وحارات القدس القديمة، وكل المناطق الأخرى.


الخاتمة

منذ اليوم سأقف جندية من جنود الوطن أدافع عن تراثه كما يدافع الشبان عن أرضهم، فهذه مسؤوليتنا جميعاً، لذلك طلبت من والدتي أن تطرز لي ثوباً تراثياً جميلاً أتزين به، وأن تعلمني طريقة طبخ بعض المأكولات التراثية، وأن تطلعني على حكايات الأجداد والجدات التي بإذن الله لن تموت ما حيينا.



للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن فلسطين، تعبير عن القدس