المقدمة
قال الشاعر يوماً:
العلم يبني بيوتا لا عماد لها
والجهل يهدم بيت العز والشرف
في هذا البيت يبين الشاعر أن العلم هو أصل بناء الحضارة وقيامها، وأنّ الجهل هو أساس خرابها وزوالها، ومن لم يصدّق فلينظر إلى حال الإنسان قديماً قبل أن يتطور العلم ويصل إلى ما هو عليه الآن، وبين حاله حديثاً وكيف تأثر كل شيء في هذه الحياة فيه بشكل إيجابي.
العلم والحضارة
إنّ العلم هو العامود الذي تقوم عليه نهضة أي بلد وحضارته، أو هو حجر الأساس فيها، إذ يؤثر على كل نواحي الحياة بشكل مباشر، فالعلم يؤثر على اهتمام الإنسان بصحة عقله وجسمه وروحه فيجعله قادراً على القيام بمسؤوليته تجاه وطنه، فالإنسان العالم إنسان مثقف يبتعد عن الخرافات التي تضر عقله، والمضرّات التي تضر جسده مثل التدخين والمخدرات وغيرها وبالتالي تراه إنساناً نافعاً في هذا المجتمع الذي هو لبنة منه.
أمّا على صعيد آخر فقد أفاد العلم في القطاع الطبي وطوّره، وأدى إلى اختراع الأجهزة الطبية الحديثة التي أحدثت ثورة في عالم الطب، واكتشاف بعض العلاجات والمطاعيم، والأمصال للعديد من الأمراض مما قضى عليها وحافظ على حضارة الإنسان، ومن ناحية أخرى فقد أفاد العلم في قطاع البناء والهندسة، عبر تطوير علوم البناء والتصميم، واستخدام التقنيات الحديثة في البناء، والمواد المحسنة لبناء الجسور والطرق الأبنية، وهو ما ينعكس على حضارة أي بلد بشكل إيجابي ومشرق.
وبالعلم تطوّر القطاع الصناعة إذ نتج عنه العديد من الصناعات الجديدة التي لم تكن معروفة منذ عقود، بالإضافة إلى تطوير الصناعات القديمة، وتطوير آلات المصانع نفسها، كما كان العلم أساس اختراع وسائل النقل، وتطويرها مثل الدرجات الهوائية، فالدراجات النارية، والسيارات، والطائرات وغيرها، وهو أيضاً أساس الأجهزة التكنولوجية التي يشهدها العالم هذه الفترة بكثرة مثل الأدوات الكهربائية المتطورة، والأجهزة الخلوية ذات الأنظمة الذكية، وغيرها من الأمور، بالإضافة إلى تطوير الزراعة والأدوات الزراعية، والأسمدة، واكتشاف علاجات الأمراض التي قد تصيب المزروعات وغيرها، وتحسين أساليب الزراعة والري.
وعن طريق العلم لم يتمكن الإنسان من الإحاطة بما هو في كوكبه فقط بل انطلق بما تعلمه إلى الفضاء الخارجي، ليتعلم عن الكواكب والنجوم والأجرام الفضائية كافة، فسجلّ بذلك الكثير من الاكتشافات، وكل ما ذُكر سابقاً مجتمعاً يُعد أساس حضارة أي بلد، فحضارة البلاد تُقاس بما تملكه من معرفة واختراعات تؤثر في حياة السكان فيها، وتنقل سيرتها إلى ما بعدها من حضارات.
الخاتمة
العلم هو أساس الحضارة الذي يجب أن نستخدمها استخداماً رشيداً وصحيحاً لخدمة المجتمع والوطن، إذ إن استخدامه استخداماً خاطئاً في غير مكانه قد يؤدي إلى تدمير حضارة كاملة لعقود كاملة مثلما حدث عند استخدام العلم في تدمير مدن حضارية عظيمة خلال بعض الحروب النووية والكيماوية.
للمزيد من مواضيع التعبير: تعبير عن الإخلاص في طلب العلم، تعبير عن العلم والاكتشافات العلمية
