المقدمة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قامتِ السَّاعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةٌ فليغرِسْها"، (حديث صحيح)، بهذا الحديث الشريف بدأ إمام المسجد خطبته يوم الجمعة ليحث المصلين على زراعة الأشجار، والحفاظ عليها، وقد كانت خطبته مفيدة ومشوقة، إذ ناقش فيها أهمية الأشجار والنباتات المثمرة وغير المثمرة لكوكبنا، فقام كل مصلٍّ منّا وفيه طاقة وحماس كبيرين، وعزم على الأخذ بنصيحة الإمام بتكثير الغطاء النباتي في وطننا، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلّم، ونظراً لأهمية الأشجار للإنسان والحيوان، والتوازن البيئي.


في المدرسة

في المدرسة وقبيل يوم الشجرة بأيام قليلة، خصص معلّم مادة العلوم حصة ذلك اليوم للحديث عن أهمية الأشجار بالنسبة للإنسان وكوكب الأرض، وكيف أنّها تشكّل مصدراً أساسياً من مصادر الغذاء للإنسان، والغافل عن ذلك فلينظر لقدر ما تستهلكه العائلة الواحدة من فواكه، وخضار، وورقيات خلال أسبوع واحد فقط وليرى كم يعتمد غذاؤنا على النبات، وهذا بالنسبة للأشجار والنباتات المثمرة، أما النباتات غير المثمرة فلها فوائد كيرة أيضاً، منها أنّها مصدر للأخشاب وما يُصنع منها من أثاث، وأدوات، وورق، نعم، فالورق يُصنع من الأخشاب في الأساس، ولا ننسى أهميتها في تلطيف الهواء، وتنقيته عبر طرح الأوكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى محافظتها على التربة من الانجراف والتصحّر، وإعطاء الأماكن جمالية وسحراً، ولا ننسى أننا نستظل فيها أيام الحر الشديد، بالإضافة إلى أنّ معظم الحيوانات تتخذ منها بيوتاً.


غرس الشجرة

بعد أن استمعنا لفوائد الشجرة التي كنّا قد غفلنا عنها، قررنا بقيادة المعلّم أن يذهب بعض منّا إلى مشتل الأشجار والنباتات وشراء بعض البذور، والأشتال، والشجيرات الصغيرة، والقيام بمبادرة طلابية لتشجير المناطق الفارغة في حيينا، بالإضافة إلى الاستفادة من أسطح منازلنا، وتحويلها من أماكن فارغة عديمة الفائدة، إلى رئات سيتنفس بها الكوكب، وبالفعل توجهنا أنا وخالد وعثمان وعامر برفقة المعلّم واشترينا بعض البذور والأشجار استعداداً لغرسها يوم الشجرة، وعند عودتنا إلى منازلنا روينا لعائلاتنا ما حصل اليوم، وما ننوي فعله يوم الشجرة، فسرُّوا لما سمعوا وقرروا مشاركتنا هذا الفعل العظيم.


الخاتمة

في اليوم الموعود خرجنا باكراً وكلّ قد حمل بعض البذور، والأشتال، وأدوات الزراعة، وتوجّهنا إلى حديقة الحي التي خلت من مظاهر الخضرة بسبب تخريب بعض الأولاد لها، سلّمنا على بعضنا البعض، وبدأنا العمل بجد ونشاط، فهذا يحفر، وذلك يمشّط التربة، وهنا معلّمنا يزيل الأعشاب، وكنت أنّا ممن كُلّفوا بحفر الحفر لوضع الأغراس فيها، حفرت الحفرة وإذ بيد تمتد وتضع شتلة زيتون خضراء فيها، وتبدأ بطمر جذورها بالتراب، رفعت نظري لأرى من صاحب اليدين فإذا به جلالة الملك عبد الله الثاني، وقد جاء ليرعى هذه المبادرة الطيبة ويشارك في غرس أشجار الوطن، حملقت فيه كثيراً، ونسيت فمي مفتوحاً من شدة الدهشة، فربّت بيده على كتفي وابتسم قائلاً: هذه الغرسات الصغيرة هي طوق نجاة هذا الوطن، كما أنتم أيها الشباب مستقبله الغدي.


للمزيد من المواضيع: تعبير عن الشجرة، تعبير عن شجرة التفاح