الموضوع الأول

المقدمة

عدتُ من المدرسة لأجد أمي جالسة أمام شاشة التلفاز ودموعها تنهمر على ما يحصل في فلسطين من قِبَل الاحتلال من قتل، وأسر، واعتقال، وتدمير بيوت، فحاولتُ أن أُهوّن عليها، وجلست إلى جانبها، فقالت: أترى ما يحصل في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يا خليل؟

فقلت: سينصرنا الله يا أمي ولو بعد حين، وستعود لنا إن شاء الله، لكن هل لك أن تغلقي التلفاز وتخبريني عن فلسطين وجمالها قليلاً؟ سُرّت أمي لاقتراحي وجلسنا نتحدث حول فلسطين.


فلسطين الجميلة

خليل يا بني إنّ فلسطين ليست مجرّد دولة عادية، إنها جنة الله في الأرض يا ولدي، لذا طمع بها اليهود وأصروا على احتلالها من بين الدول كافة.

-حقاً يا أمي؟ وكيف يكون ذلك؟

-هذه الدولة يا بني هي المكان الذي أسري برسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات العلا، فمكان قدمه الشريفة موجودة على صخرة في المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.

-وكيف بارك الله حوله يا أمي؟.

-جعل الله كل أرض فلسطين مباركة يا خليل، فأرضها خصبة كريمة تنبت ألذ الثمار وأفضل المحاصيل يا بني.

-نعم نعم يا أمي لقد رأيت صورة لبساتين البرتقال فيها مرة، لقد كانت كثيرة جداً، وشهية المنظر.

-نعم، وفي فلسطين يا بني العديد من المعالم التاريخية الدينية المسيحية والإسلامية بالإضافة إلى المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، مثل كنيسة المهد، وكنيسة القيامة وغيرهما.

-وهل طبيعتها جميلة يا أمي؟

التقطت أمي هاتفها الجوّال وعرضت علي بعض صورها القديمة التي التقطت لها في المدن الفلسطينية المختلفة، مثل يافا، وعكا، وحيفا، والقدس، لقد كانت قمة في الجمال.

قالت أمي: إنها جنة يا بني، أمّا بحرها ففيه من الخيرات الكثير الكثير، وعلى شاطئه يجلس الناس ويتنزهون، ويستنشقون هواء الوطن الغالي الذي ليس ثمة أجمل منه في الوجود.


الخاتمة

ذرفت أمي دمعة حزن على حال هذه الدولة الجميلة، فمسحتها، وطمأنتها بأنّ النصر قادم لا محالة بسواعد الجيل القادم إن شاء الله، وأننا سنعود حينها إن شاء الله ونرفع راية فلسطين عالياً على كل البيوت



الموضوع الثاني

المقدمة

فلسطين هي القلب النابض في الوطن العربي، وأرض الحضارات الأولى، والمجد والتاريخ، وفيها يقول الحسين بن طلال طيّب الله ثراه: "الحقيقة هي أنَّ الأردن هي فلسطين، وفلسطين هي الأردن"، في إشارةٍ واضحة لأهميّة ومكانة فلسطين في قلوب أهلها وفي قلوب العرب والأحرار في كل مكان، ومكانتها المهمّة في قلب الوطن العربي الكبير.


رحلة إلى فلسطين

ذهبت مع أمي قبل عدّة أعوام لفلسطين الحبيبة لزيارة جدي في مدينة الخليل، وهي واحدة من المدن الفلسطينيّة، وخلال زيارتنا هذه قررنا أن نزور كافة مدن فلسطين الحبيبة التي اشتاقت لها الروح، فكانت وجهتنا الأولى والأقرب هي مدينة بيت لحم، والتي تُسمّى مدينة المسيح عليه السلام، وأوّل ما توجّهنا لزيارته فيها كنيسة المهد بناء على ما حكاه لنا عن روعتها جدّي، ثمّ تجولنا في أرجاء المدينة الساحرة التي أبهرتنا بحضارتها، قبل أن ننطلق بعدها لزيارة مدينة القدس التي هي عاصمة فلسطين، ولستُ أنسى كم كان الطريق شاقاً لكنّه جميل، فعلى أطرافه تترامى الآثار التاريخيّة والحقول المتنوّعة، والبيوت القديمة والحديثة التي تدل على عراقة هذه المدينة بكلّ ما فيها، وفي النهاية وصلنا المدينة المقدّسة التي خصصنا لها يوماً كاملاً، وقررنا المبيت فيها.


بعد يوم جميل ومبهر في أرجاء مدينة القدس زرنا فيه المسجد الأقصى، وقبّة الصخرة، وتجوّلنا في شوارعها وساحاتها، انطلقنا في اليوم التالي إلى مدينة رام الله الجميلة، ونابلس، وجنين، وطولكرم، وتجوّلنا في بعض القرى التي ما زالت محافظةً على بساطتها، وقدّمت لنا إحدى الجدات التي كانت تخبز عندما ألقينا عليها التحيّة خبز الطابون الشهي، ودعتنا لتناوله وهي تسرد علينا أجمل الحكايات الشعبيّة التي يردّدها الناس في فلسطين منذ القدم، وبعد مدّة ليست بالقصيرة ودعنا الجدّة على أمل لقائها من جديد، فيما انطلقنا في اليوم التالي باتجاه السّاحل الفلسطيني، حتى وصلنا إلى عكّا التي هزمت نابليون وجيشه، ومنها انطلقنا إلى باقي مدن الساحل، وهي: الناصرة، وحيفا، ويافا، والجليل، وكم كنا نرغب في زيارة غزّة لولا الحصار، وبعدها سارت بنا السيارة حتّى وصلنا إلى صحراء فلسطين حيث مدينة بئر السبع، وتجولنا فيها قبل أن ننطلق باتجاه ساحل البحر الأحمر حيث تقع مدينة أم الرشراش، ولم تنتهي رحلتنا هناك، بل توجهنا نحو الشمال باتجاه ساحل البحر الميت الغربي الجميل، ومنه انطلقنا باتجاه أريحا، وبيسان، وبحيرة طبريا منبهرين في جمال كل منطقة من هذه المناطق، لتنتهي منها جولتنا في مدن فلسطين الماضي والحاضر من البحر إلى النهر متعرّفين على وطننا الجميل الذي نأمل العودة إليه قريباً.


الخاتمة

تاريخ فلسطين يضجّ بالحياة ويزخر بالأحداث، وأناسها أشخاص تملأ قلوبهم الطيبة والوطنيّة، وهو ما حافظ عليها حتى الآن من أن تنالها كلّها قبضة الغاصبين، لفلسطين الجميلة منّا سلام ولا بدّ لنا أن نعود.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن القدس، تعبير عن الشهداء