المقدمة
عدتُ اليوم من مدرستي والحيرة تملأ صدري، والأفكار لا تبارح عقلي، أمّا قلبي فيشعر بالقلق لصعوبة الاختيار، فاليوم قد وُزّعت علينا طلبات اختيارنا الأكاديمي للمرحلة القادمة، والذي ستتحدد على أساسه فروعنا في المرحلة الثانوية، وهو ما سيرسم مستقبلنا في النهاية، لذا أنا محتارة جداً.
حياتك بين يديك
توجهت لأمي كالعادة، فأنا أثق بحكمتها وآرائها، وسألتها عمّا يمكنني اختياره، فردّت: عزيزتي سلمى، ما تُقبلين عليه هو حياتك أنت، ومستقبلك أنت، وكل ما علي أنا هو تقديم النصيحة والمشورة لك، أمّا أنت فعليك التفكير فيما تحبينه، وترغبين به، وبناء عليه تتخذين القرار، فحياتك يا ابنتي يجب أن تكون بين يديك أنت لا بين يدي شخص آخر.
قلت: ولكنني أشعر بالحيرة يا أمي، فكيف أصنع حياتي؟
قالت: في البداية عليك توكيل أمرك لله يا ابنتي، وطلب المعونة منه بأن يسدد اختياراتك دوماً، ثم النظر في رغباتك، وميولك، وما تحبين لتقتربي منه، وأن تعرفي ما لا تفضلينه لتبتعدي عنه، بشرط أن تأخذي بعين الاعتبار قدراتك أيضاً، فلكل منّا قدرات عليه أن يراعيها عند اختياراته لكي لا يفشل ويصيبه ذلك باليأس والاكتئاب، والفشل ليس عيباً، لكنني أقول ذلك لتجنيبك ضياع الوقت والجهد، فالبعض يا بنيّتي قد يبدع في التخصصات العلمية والأكاديمية، فيما قد يفشل أو يكون عادياً في التخصصات الفنية أو ما شابه، والعكس صحيح إذ عليّ أن أختار ما أحبه، ويتناسب مع قدراتي لكي أبدع به مستقبلاً.
قلت: معك حق يا أمي وماذا بعد؟
قالت: إذن عليك أن تحددي هدفك يا ابنتي، وتجتهدي وتبذلي كل ما في وسعك لتحقيقه، وذلك يعني الاجتهاد في دراستك أولاً فهي بداية طريقك إلى الحياة، وفي هذه الأثناء يا ابنتي عليك أن تولي الوقت أهمية كبيرة؛ فهو أساس كل شيء، وتنظيمه واستغلاله بشكل صحيح هو أساس نجاح الناجحين، ثمّ إن عليك الاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم، إمّا بالبحث عنها أو بالسؤال، فهي ستوفّر عليك الكثير.
قلت:إنّها نصائح مفيدة يا أمي، وماذا أيضاً؟.
قالت: أمّا إن وصلت هدفك يا ابنتي فإيّاك أن تتوقفي عن الجد والسعي، فالتعلّم كنور الشمس لا نهاية له، والتطوّر في هذا الزمان التكنولوجي أمر لا بدّ منه، ولذلك عليك أن تسعى دوماً للأفضل، وتحقيق التميّز دوماً، ويكون ذلك بالاطلاع على آخر المستجدات في حقول العلم، وحضور الندوات، والدورات، والمؤتمرات، فإنّ من أجمل ما يمكن للشخص الشعور به، هو أن يشعر بأنّه اليوم أفضل من البارحة.
الخاتمة
سمعتُ كلام أمي بعناية، وقد زال الشعور بالقلق من قلبي رويداً رويداً، وقررت أن أجلس مع نفسي وقتاً كافياً أحدد به رغباتي، وميولي، وقدراتي، وأرسم هدفي، وأنطلق لتحقيقه بكل عزم وهمة إن شاء الله.
للمزيد من المواضيع: تعبير عن أهمية الوقت وكيفية استغلاله، تعبير عن مفتاح النجاح