مصر

مصر، أو كما أطلق عليها المؤرِّخ اليوناني هيرودت اسم (أم الدّنيا)، هي بلدٌ عربي يقع شمال إفريقيا على ساحلي البحر الأبيض المتوسّط شمالًا، والبحر الأحمر شرقًا، ومصر هي الدولة التي توحّد قارتي آسيا مع إفريقيا، لها تاريخٌ عظيم لا يُستهان به، فالمصريين القدماء (الفراعنة) هم من وضع حجر الأساس لحضارة عظيمة انطلقت من خلالها أبجديّة الحياة بكل أسرارها، وما زال هذا البلد العظيم حتى يومنا مفتاح الشرق بكل تحوّلاته.


رحلة إلى مصر

ها قد بدأت العطلة الصيفيّة، فعملنا قرعة لاختيار الوجهة التي نريد قضاء هذه العطلة فيها، ووقع الاختيار على مصر أمّ الدُّنيا، كم فرحت بأننا سنزور مصر لزيارة آثارها العظيمة الممتدة على ضفاف نهر النيل، وأهراماتها التي لم تتأثّر بتقلبات الزمان ولا عوامل الطّبيعة القاسية على مدى آلاف الأعوام.


أشرقت شمس اليوم الذي سنقصد فيه مصر، فتوجهنا إلى المطار، وحطت الطّائرة بعد ساعاتٍ قليلة في مطار القاهرة الدولي، لم تكن الرّحلة مرهقة، ولكن كان شوقنا عظيمًا لرؤية مصر ولقاء شعبها الطيّب، توجّهنا بعد وصولنا إلى الفندق لوضع أمتعتنا، وأخذ قسطٍ من الرّاحة قبل الانطلاق إلى شوارع وطرقات مدينة القاهرة العريقة عاصمة جمهوريّة مصر العربيّة، طلبت من أبي أن يصطحبنا للأسواق الشعبيّة القديمة التي كنّا نقرأ عنها في كتب أشهر الرواة المصريين، ومن أهمها خان الخليلي، طلب والدي من سائق السيارة التوجّه مباشرةً إلى الخان، والحماسة تزداد في أعماقنا، وعند وصولنا تجولنا في أرجاء السوق، فرأينا المعروضات من تحفٍ، وهدايا، ونحاسياتٍ، وفضيّات، واشترينا مجموعةً من تلك القطع كتذكارٍ، وجلسنا بعدها في أشهر المقاهي هناك (مقهى الفيشاوي) بعد مرورنا على المكتبات الشهيرة الموجودة في الخان، غربت شمس هذا اليوم وعدنا إلى الفندق استعدادًا لاستقبال يومٍ جديد، ورحلةٍ أخرى في عاصمة مصر العربيّة.


أشرقت الشمس واستيقظنا مبكرين، واخترنا بأن نتناول فطوراً مصريّاً كالفول، والطعميّة، والمشلتت، والعجّة، وانطلقنا بعدها إلى القرية الفرعونيّة للتعرّف على التاريخ العريق لمصر وحضارة الفراعنة، والحياة التي كانت سائدة في ذلك الوقت، ومنه توجهنا لزيارة أهرامات الجيزة، تلك الأهرامات الواقعة على الضفّةِ الغربيّة لنهر النيل، وكم كانت سعادتنا ودهشتنا كبيرة عند نزولنا هناك، وأخذنا نسأل أنفسنا كيف تمكّن الإنسان المصري القديم من بناء أحد عجائب الدنيا السبع الضّخمة بهذه الدِّقة وهذا الإتقان، والتقطنا الصور التذكاريّة أمام تلك الأهرامات، وأبي الهول.


وهكذا أمضينا رحلتنا في القاهرة نتنقل من مكانٍ لمكانٍ، ولم نشعر بمضي الأيام لشدّة متعتنا، حتّى أدركت الرحلة نهايتها، فعدنا أدراجنا للوطن والذاكرة تردد كل المشاهد التي رأيناها في مصر أم الدنيا، ووعدنا أنفسنا بتكرار تلك الرحلة مجددًا.


الخاتمة

مصر أم الدنيا لا تكفيها زيارة أو اثنتين لإدراك كافة معالمها التاريخيّة والشعبيّة، فمصر العروبة ثريّة بالحضارة والتاريخ، وغنيّة بالأحداث القديمة والمعاصرة، وكما يردد كل من زار مصر بأنّ من يشرب من ماء نهر النيل لا بدَّ أن يعود إليه مرةً أخرى.



للمزيد من المواضيع: تعبير عن نهر النيل، تعبير عن السياحة في مصر